responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : زبدة البيان في أحكام القرآن نویسنده : المحقق الأردبيلي    جلد : 1  صفحه : 268


" واتقون " أي اتقوني وخافوني - بحذف الياء والاكتفاء بالكسرة ، و هو كثير - من أن أعاقبكم واتقوا معاصي التي هي سبب العقاب أو اتقوني فيما أمرتكم به ونهيتكم عنه ، والمرجع واحد " يا أولي الألباب " أي يا ذوي العقول ، سمي العقل باللب لأن لب كل شئ خالصه ولب الانسان عقله ، وبه يفوز بالسعادات كلها ، وخصهم بالخطاب لأنهم الأهل لذلك فإن قضية العقل خشية الله وتقواه فكأن من لم يتق الله لا عقل له ، وهو مبرهن بالعقل والنقل ، وفيه تأكيد آخر وتحريص وحث على التقوى ، وأنه لا بد أن يكون المقصود منه هو الله حيث قال " واتقون " فإن التقوى إذا لم تكن لله لم تكن تقوى بل عين الفسق وأفحشه وجعله مقصودا والتبري عن كل شئ سواه ، هو مقتضى العقل المجرد السليم عن شوائب الهوى فلذلك خص الخطاب بذويه .
الثالثة : ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام واذكروه كما هديكم وإن كنتم من قبله لمن الظالين [1] .
أي ليس عليكم ذنب وحرج وإثم في أن تطلبوا ، فحذف حرف الجر عن " أن " قياسا فهو مع ما بعده منصوب بنزع الخافض و " فضلا " مفعول " تبتغوا " أي عطاء ورزقا بالتجارة ، قيل كان المسلمون يتأثمون التجارة في الحج في أول الاسلام لزعمهم أن التجارة تنافي الحج ، وهي فعل الجاهلية ، فرفع الله سبحانه بهذه الآية الإثم عنهم بالتجارة ، وقيل : كانوا يتأثمون الأجرة في الحج فرفع ذلك ، وعلى التقديرين الآية صريحة في عدم المنافات بين الحج والتجارة وأخذ الأجرة معه ، فلا يتخيل أنه مناف للاخلاص ، ولا منافاة ، فإنه يقصد بفعل الحج القربة وبما هو خارج عنه تحصيل المال ، فإن العمل الذي يستحق به الأجرة مثل



[1] البقرة : 198 .

268

نام کتاب : زبدة البيان في أحكام القرآن نویسنده : المحقق الأردبيلي    جلد : 1  صفحه : 268
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست