responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : زبدة البيان في أحكام القرآن نویسنده : المحقق الأردبيلي    جلد : 1  صفحه : 22


الله تعالى بعد ذلك بذكر النعمة والميثاق والعهد الذي عاهدتم بقوله " واذكروا نعمة الله عليكم وميثاقه الذي واثقكم به " الآية وأمر المؤمنين بكونهم قوامين لله شهداء بالعدل فأوجب عليهم ذلك ، ونهاهم عن أن يحملهم البغض على العدول والخروج عن الشرع بقوله " يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط ولا يجر منكم شنآن قوم على أن لا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى " قال البيضاوي في " اعدلوا هو أقرب للتقوى " إذا كان هذا مع الكفار فما ظنك بالعدل مع المؤمنين ؟ ثم أمر بالتقوى ووعدهم بالامتثال وأوعدهم على تركه بقوله " واتقوا الله إن الله خبير بما تعملون " .
ثم اعلم أن في حكاية ابني آدم نبينا وآله وعليه السلام إشارة إلى أن التقوى شرط لقبول العمل : " واتل عليهم نبأ ابني آدم بالحق " صفة مصدر محذوف أي أتل واقرأ تلاوة متلبسة بالحق أو حال من ضمير " أتل " أو من نبأ " إذ قربا قربانا " ظرف نبأ ، أو حال منه ، والقربان اسم لم يتقرب به إلى الله من ذبيحة وغيرها كما أن الحلوان اسم لما يحلى أي يعطى وهو في الأصل مصدر ولهذا لم يثن مع أن المراد منه اثنان ، وقيل تقديره إذ قرب كل واحد منهما قربانا فلا يحتاج إلى التثنية " فتقبل من أحدهما ولم يتقبل من الآخر قال " قابيل " لأقتلنك " وعده بالقتل بعد عدم قبول قربانه وقبول قربان أخيه ، لفرط الحسد على ذلك ولبقاء ما يريده له " قال " أخوه هابيل " إنما يتقبل الله من المتقين " أي إنما أصابك ما أصابك من عدم القبول عند الله من قبل نفسك ، لا من قبلي ، فلم تقتلني ؟ فاقتل نفسك لا نفسي ، وفيه إشارة إلى أن الحاسد ينبغي أن يرى حرمانه من تقصيره فيكون الذنب له لا للمحسود ، فلا بد أن يجتهد في تحصيل ما صار به المحسود محسودا و محفوظا لا في إزالة حظ المحسود فإن ذلك يضره ولا ينفع الحاسد ، بل يضره و هو ظاهر . وفيه دلالة على أن القبول يشترط فيه التقوى كما قلناه .
قال البيضاوي : وفيه إشارة إلى أن الطاعة لا تقبل إلا من مؤمن متق وفيه إشكال ولهذا ما شرطه الفقهاء فإن الفسق لا يمنع من صحة عبادة إذا فعلت على

22

نام کتاب : زبدة البيان في أحكام القرآن نویسنده : المحقق الأردبيلي    جلد : 1  صفحه : 22
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست