responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : زبدة البيان في أحكام القرآن نویسنده : المحقق الأردبيلي    جلد : 1  صفحه : 191


تقدير الاستحقاق ، وأيضا إن الاحباط ممكن على تقدير الاستحقاق الشرعي وما أبطله حينئذ فما بطل الاحباط وقد كان المطلوب ذلك ، وثامنا ينبغي أن يقول ولا اندفاع الباقي بالطاري كما يقتضيه مدعاه ، ودليله ، وإلا يصير الدليل أخص من المدعى وهو ظاهر فتأمل ، وتاسعا أن لا معنى لنفي الاستحقاق العقلي أصلا مع أن دليله ينفي الشرعي أيضا فإن القائل لم يدع الاستحقاق عقلا من غير شرع . بل يدعي أن العقل يحكم به بعد ورود الشرع ، لوجود الآيات الكثيرة الدالة على ذلك ، والقرآن مشحون بذلك مثل " جزاء بما كنتم تعملون [1] " و " بما كسبتم [2] " وأمثال ذلك كثيرة جدا والأشاعرة يدعون أن ليس ذلك بالاستحقاق لا عقلا ولا شرعا وقال العلامة الدواني في إثبات الواجب : الثواب والعقاب ليسا لسابقة استحقاق من غير قيد بالعقل ودليلهم يدل على ذلك وهو أن فعل العبد ليس باختياره ، و أنت تعلم فساد هذا الكلام ، فإن الآيات والأخبار مشحونة باستحقاق العبد إياهما مثل ما مر ، وهب أن لا استحقاق للثواب ، لاحتمال التفضيل ، فلا معنى للعقاب بغير استحقاق وهو ظاهر ، والمخلص أن لا معنى لنفي الحسن والقبح العقليين ولا لعدم استحقاق الثواب فالعقاب بالعمل ، وجواز إدخال الشيطان وسائر العصاة الجنة ، والأنبياء النار ، كما جوزه الأشعري ، وأن ما يدل على الاحباط كثير جدا والتأويل ما تقدم فتأمل .
" والله عليم - بجميع - ما تعملون " من الأنفاق أو مطلق العمل سرا وجهرا ليلا ونهارا حسنا وقبيحا ويجازي على ذلك العمل على قدر الاستحقاق ، ويتفضل على قدر ما يريد بفضله .
ثم إن ظاهر الآية ، يدل على أفضلية إخفاء الصدقة مطلقا ، ويدل عليه بعض الروايات أيضا مثل صدقة السر تطفئ غضب الرب وتطفئ الخطيئة



[1] في القرآن العزيز آيات كثيرة بهذا المعنى ، مثل قوله تعالى " جزاء بما كانوا يعملون " الواقعة 24 ، وأما ما ذكره في المتن فلا يوجد في القرآن الكريم .
[2] راجع البقرة : 134 و 141 ، ولفظه " تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم " وقوله تعالى : فأصابهم سيئات ما كسبوا ، الزمر : 51 .

191

نام کتاب : زبدة البيان في أحكام القرآن نویسنده : المحقق الأردبيلي    جلد : 1  صفحه : 191
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست