نام کتاب : زبدة البيان في أحكام القرآن نویسنده : المحقق الأردبيلي جلد : 1 صفحه : 131
واجبا إذا كان موجبا لترك الرياء أو يكون قراءة واجبة فيجب إسماع النفس ، بحيث يخرج عن حديث النفس ، ولا يكون عاليا بحيث يخرج عن الحد ، وقد قالوا ذلك في قراءة الصلاة الفريضة ، بل يمكن ذلك في مطلق القراءة الواجبة بل مطلق القراءة والدعاء ، وفي بعض الأخبار إشارة إلى ذلك ، وإن كان في بعضها ما يدل على جواز حديث النفس فتأمل وأول . ويحتمل أن يكون المراد استحباب إخفات الذكر والدعاء والقراءة ، دون المقدار الواجب ليبعد عن الرياء كما قيل في استحباب السر في التصدق المندوبة واستحباب فعل النافلة في المنزل دون المسجد ، وإن كان ذلك غير ظاهر ، وكذا سائر العبادات ، فإن الاخلاص فيها هي العمدة ، فكلما بعدت عن شبهة الرياء كانت أولى ، فيكون المستحب في مطلق الذكر أوصاف التضرع والخوف والخفات و الذكر بالقلب واللسان ، لا بمجرد اللسان والتلفظ به ، فيكون " في نفسك " إشارة إلى اعتبار القصد لا إلى السر ، ويؤيده قوله " ودون الجهر " حتى لا يلزم التكرار ، فالمعنى اذكروا الله متكلما قاصدا ومتضرعا ومخافة وخائفا من عدم الإجابة ، وطامعا لها ، كما يدل عليه قوله تعالى " خوفا وطمعا [1] " . وهذا آداب القراءة في نفسها ، وأما من حيث الوقت فينبغي أن يكون بالغدو والآصال ، أي أوقات الغدوات والعشيات أول النهار وأخره وقت العصر كأنهما اختصا لفضلهما ، ولبعد العبادات فيهما عن الرئاء ، لعدم اطلاع الناس لأن أكثر الناس فيهما في منزلهم مشغولون بحالهم فتأمل . ثم رغب في الذكر وعدم تركه ونسيانه والغفلة عنه بقوله تعالى " ولا تكن من الغافلين " ويحتمل التحريم كما هو ثابت في بعض الأوقات ، وعموم الترغيب على عدم الغفلة ، والتذكر للعبادة والاشتغال بذكر الله كما مر أو استعمال أوامره ونواهيه بأن يذكر الله وثوابه الموعود وعقابه عند أوامره فيفعل ولا يترك وعند النواهي فيترك ولا يرتكب .