نام کتاب : زبدة البيان في أحكام القرآن نویسنده : المحقق الأردبيلي جلد : 1 صفحه : 114
إسم الكتاب : زبدة البيان في أحكام القرآن ( عدد الصفحات : 700)
للكل فإن القطن مثلا ثمرة شجرة ، والإبريسم يحصل من ورق الشجر ويكون المراد بالرزق ما يعيش به الانسان ويؤيده ما ذكره في مجمع البيان في تفسير الآية الثالثة بعد هذه ، في بيان " كلما رزقوا " من أن الرزق عبارة عما يصح الانتفاع به ولا يكون لأحد المنع منه ، فيدخل الجميع فيه . وتحريم الشرك [1] وثبوت الوحدانية وأن الجاهل معذور على تقدير عدم القدرة على العلم أو عدم الدليل الموصل إليه ، وذلك من تقييد النهي بالحال [2] بالعلم الذي مر تفسيره فيعلم منه عدم التكليف بما لا يطاق ، فيبطل مذهب من يقول به وأما دلالتها على كون العبادات شكرا وعدم استحقاق الثواب لأن الصفات المذكورة للآمر الذي هو الله تفيد عليتها للتكليف بها ، على ما ذكره القاضي ههنا وفي الآية السالفة على وجه يفهم اعتقاده لذلك أنه الحق ، فباطل لما مر في السالفة والظاهر أنه ما ذهب إليه من الطائفة المحقة ، بل من مطلق المسلمين إلا قليل ، وليس بمذهب مشهور من المتعبدين بالشريعة فإن الثواب والعقاب قريب أن يكونا من ضروريات دين محمد صلى الله عليه وآله بل كل الأديان ، وبهما يثبتون الحشر والنشر ، وعليه يدل كثير من الآيات والأخبار بل الاجماع ، لأن هذا المذهب منسوب إلى أبي القاسم البلخي فقط على ما ذكره في شرح التجريد الجديد وحاله أيضا ليس بظاهر الله يعلم . ثم اعلم أن في الآية الثالثة بعد هذه التي ذكرناها ، دلالة على إبطال قوله حيث قال تعالى : " وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات أن لهم جنات " الآية حيث يعلم تعليل حصول هذه النعم العظام للإنسان بالايمان والعمل الصالح فيكون مستحقا لها وهو ظاهر كدلالتها على خروج العمل الصالح عن الايمان ، وكذا في غيرها أيضا من الآيات .
[1] أي ومن الأحكام المستنبطة تحريم الشرك . [2] يعني قوله تعالى : " وأنتم تعلمون " .
114
نام کتاب : زبدة البيان في أحكام القرآن نویسنده : المحقق الأردبيلي جلد : 1 صفحه : 114