نام کتاب : زبدة البيان في أحكام القرآن نویسنده : المحقق الأردبيلي جلد : 1 صفحه : 112
الحقيقة " الذين " عطف على مفعول خلقكم ، وغلب الخطاب على الغيبة في لعلكم أو حذف " وإياهم " للظهور . وأما المعنى فهو الأمر وإيجاب مطلق العبادة على كل الناس المخلوقين مسلما كان أو كافرا حرا أو عبدا إلا ما أخرجه الدليل من الصبيان والمجانين ، و المتصف بالمانع من العبادة ، وأما الاستنباط فهو أنها تدل على وجوب العبادة في الجملة ، ومشروعيتها مطلقا فلا يحتاج إلى التوقيف ، فتصلح النافلة دائما والصوم كذلك وإعادة العبادة والقضاء وغير ذلك من أنواع العبادات ، وكون الكافر مكلفا والعبد كذلك حتى يثبت المنع ، وأما دلالتها على أن العبد لا يستحق بعبادته ثوابا لأنها تدل على أن الوجوب المذكور للشكر على النعم المعدودة عليهم ، على ما ذكره القاضي ومثله قال في مجمع البيان فغير ظاهرة ، لجواز كون ذكر النعم المعدودة للترغيب والتحريص على الفعل ، والمنع من الترك ، لأن الآمر إذا كان ذا نعم كثيرة ، وذكر نعمة عند الأمر ، يكون ذلك أتم وأعلى في حصول الأمر فيزيد للمأمورين رغبة في الفعل ، وحثا في عدم الترك ، نعم يمكن كون ذلك المعنى أيضا ولكن مع قيام هذا الاحتمال ما صارت الدلالة عليه واضحة ، نعم لا بد من دليل على إثبات استحقاق الثواب عليها ، غير هذا الأمر ، لقيام ذلك الاحتمال وذلك موجود ولعله إجماع الخاصة والآيات والأخبار الكثيرة ، والدليل المذكور في أصول الكلام [1] ويؤيده أن المنعم الغني المطلق يمن على العباد في مواضع كثيرة بهذه النعم ، وإنما هو المناسب مع عدم إرادة العوض ، فلا ينبغي كونها سببا وموجبا للعبادة فتأمل . < فهرس الموضوعات > مكان المصلي < / فهرس الموضوعات > الثامنة : الذي جعل لكم الأرض فراشا والسماء بناء وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم فلا تجعلوا لله أندادا وأنتم تعلمون [2] . أما الاعراب ، فالذي إما منصوب بأنه صفة بعد صفة للرب ، أو بالمدح ، و