نام کتاب : زبدة البيان في أحكام القرآن نویسنده : المحقق الأردبيلي جلد : 1 صفحه : 202
السرور بذكر غير إحسانه ومدحه مضيع ومهلك على ما فهم من بعض الروايات بل يمكن فهمه من عموم بعض الآيات مثل قوله تعالى " ولا تحسبن الذين يفرحون بما أتوا ويحبون أن يحمدوا بما لم يفعلوا فلا تحسبنهم بمفازة من العذاب ولهم عذاب أليم [1] " والعاقل كل العاقل ، والحاذق كل الحاذق ينبغي أن لا يفعل ما يضيع سعيه وماله ، ولا يصرفهما بحيث لا أجر له ، بل يكون وبالا عليه ، ويصير سفيها فإنه ادعى في التذكرة الاجماع على أن صرف المال في الحرام موجب للسفه المانع من سائر تصرفاته المالية ، وهو يحسب أنه يحسن صنعا ، والخلوص من هذه الأمور سيما الرياء والسمعة التي هي الشرك في غاية الصعوبة كا هو المبين في محله ، والله الموفق . ومثلها قوله تعالى " قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذى والله غني حليم " [2] أي رد جميل بكلام حسن لا قبح فيه والتجاوز عن إلحاح السائل ونيل مغفرة له من الله ، والعفو عن السائل بأن يعذره ويغفر مساويه ، خير من الصدقة التي يتبعها أذى ، والظاهر أن الخير بمعنى أصل الفعل إذ لا خير في الصدقة التي يتبعها أذى كما علم مما سبق ، وسيأتي أن المن والأذى يبطلانها ، بل بهما يحصل العقاب أيضا إلا أن يقال : إن في ذلك مسامحة وأن الصدقة تحصل بها أجر ، ولكن بالأذى يحصل العقاب " والله غني " عن انفاقكم وليس نفعه إلا لكم " حليم " عن معاجلة من يمن ويؤذي بالعقوبة فيؤخر العقاب لحلمه ، ونعوذ بالله من غضب الحليم ، ويحتمل أن يكون المراد الوصية بالحلم فإن الله مع غناه يحلم عن عقوبة العصاة ، فكيف المحتاج لا يحلم عن الذي لا يعصي ، وهو في غاية الاحتياج إلى تحصيل الثواب وسقوط العقاب فافهم ، وأشار إلى إبطالهما ب . < فهرس الموضوعات > المن و الأذى يبطلان الصدقات < / فهرس الموضوعات > الثامنة : يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى كالذي ينفق ماله رئاء الناس ولا يؤمن بالله واليوم الآخر فمثله كمثل صفوان عليه