نام کتاب : رسائل الشهيد الثاني ( ط.ق ) نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 312
حسد ووجهه قد ظهر من حقيقته فان شهوة الحاسد وفكره في كيفية حصول حال المحسود فيها وفى كيفية زوالها عمن هي له المستلزم لحركة آلات البدن في ذلك مستلزم لعدم الراحة وقد اتفق العقلاء على أن الحسد مع أنه رزيلة عظيمة للنفس فهو من أسباب العظيمة الحزاب العالم إذ كان الحاسد كثيرا ما يكون حركانه وسيعة في هلاك أرباب الفضايل وأهل الشرف والأموال الذين يقوم بوجودهم عمارة الأرض إذ لا يتعلق الحسد بغيرهم من أهل الحسنة والفقر ثم لا يقصر في سعيه ذلك دون ان يزول تلك الحالة المحسود بها عن المحسودا ويهلك هو في تلك الحركات الحسية الفعلية والقولية ولذلك قيل حاسد النعمة لا يرضيه الا زوالها وما دام الباعث في القوة الغضبية قائما فهى قائمة متحركة ومحركة وكثيرا ما يؤثر الغاية بين يدي الامرا والمسلطين لعلم الساعي بقدرتهم على تنفيذ اغراضه ولقرب طباعهم إلى قبول قوله من الغير لمشاركتهم في الطباع وغلبة القوة الشهوية والمغضبية فيهم ولكن كثيرا ما يؤثر حركة الحاسد في إزالة نعمة المحسود لمحة من لمحات الله للمحسود بعين العناية فيحرسهم وتزيد نعمتهم فلا يتوجه للحاسد عليهم سبيل وانما السبيل على الذين يظلمون الناي ويبغون في الأرض بغير الحق فيصير نعيهم سببا لخراب الأرض فيفسد الحرث والنسل والله لا يحب الفساد وإذ قد عرفت انه لا حسدا لا على نعمة فإذا أنعم الله على أخيك بنعمة قالت فيها حالتان إحديهما ان تكوه تلك النعمة وتحب زوالها وهذه الحالة تسمى حسدا والثانية ان لا تحب زوالها ولا تكره وجودها ودوامها ولكنك تشهى لنفسك مثلها وهذا يسمى غبطة وقد يخص باسم المنافية قال الله تعالى وفى ذلك فليتنا في المتنافسون وقد تسمى المنافسة حسدا والحسد منافسة كقول الفضل وقثم ابني العباس لعلى حين أشار عليهما بان لا يذهبا إلى النبي ص ولا يسألانه الولاية على الصدقة وقد كانا أراد إذ لك ما ذا منك الا فقاسة والله لقد
312
نام کتاب : رسائل الشهيد الثاني ( ط.ق ) نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 312