نام کتاب : رسائل الشهيد الثاني ( ط.ق ) نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 288
للصلاة عبارة ما لم يحدث فقيل يا رسول الله وما الحدث قال الاغتياب وروى عن أبي عمير عن أبي عبد الله عليه السلام قال عليه السلام من قال في مؤمن ما رأته عيناه وسمعته اذناه فهو من الذين قال عج ان الذين يحبون ان تشيع الفاحشة في الذين امنوا لهم عذاب اليم وعن المفضل بن عمر قال قال أبو عبد الله عليه السلام من روى على مؤمن رواية يريد بها شنيه وهدم مروته ليسقطه من أعين الناس أخرجه الله من ولايته إلى ولاية الشيطان فلا يقبله الشيطان وأوحى الله عز وجل إلى موسى بن عمران ان المغتاب إذا تاب فهو اخر من يدخل الجنة ومن لم يتب فهو أول من يدخل النار وروى أن عيسى عليه السلام مرو الحواريون على جيفة كلب فقال الحواريون ما أنتن ريح هذا فقال عيسى عليه السلام ما أشد بياض أسنانه كأنه ينهاهم عن غيبة الكلب وينبههم على أنه لا يذكر من خلق الله الا أحسنه وقيل في تفسير قوله تعالى ويل لكل همزة لمزة الهمزة الطعان في الناس واللمزة الذي يأكل لحوم الناس وقال الحسن والله الغيبة أسرع في دين المؤمن من الأكلة في جسده وقال بعضهم ادركنا السلف لا يرون العبادة في الصوم ولا في الصلاة ولكن في الكف عن اعراض الناس واعلم أن السبب الموجب للتشديد في أمر الغيبة وجعلها أعظم من كثير من المعاصي الكبيرة هو اشتمالها على المفاسد الكلية المنافية لغرض الحكيم سبحانه بخلاف باقي المعاصي فإنها مستلزمة لمفاسد جزئية بيان ذلك أن المقاصد المهمة للشارع اجتماع النفوس على هم واحد وطريقة واحدة وهي سلوك سبيل الله بسائر وجوده الأوامر والنواهي ولا يتم ذلك الا بالتعاون والتعاضد بين أبناء النوع الانساني وذلك يتوقف على اجتماع همهم وتصافي بواطنهم واجتماعهم على الألفة بالمحبة حتى يكونوا بمنزلة عبد واحد في طاعة مولاه ولن يتم ذلك الا بنفي الضغاين والاحقاد والحسد ونحوه وكانت الغيبة من كل منهم لأخيه مثيرة لضغنة ومستدعية منه بمثلها في
288
نام کتاب : رسائل الشهيد الثاني ( ط.ق ) نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 288