نام کتاب : رسائل الشهيد الثاني ( ط.ق ) نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 148
أولي وقد روى محمد بن مسلم من الباقر عليه السلام قال لا باس ان تحدث أخاك إذا رجوت ان تنفعه وتحثه وإذا سألك هل قمت الليلة أو صمت فحدثه بذلك ان كنت فعلته فقل قد رزق الله ذلك ولا تقل لا فان ذلك كذب ومن هنا جاء أفضلية الصدقة جهرا ليتأسى به والا جهار بصلاة الليل زيادة على غيرها لينبه أهله وجيرانه فيتأسوا به لكن ذلك كله موضع الخطر فيجب الاحتراز والتيقظ بمراعاة القلب وكما يكون الاظهار مظنة الرياء ومخطرته كذلك الاخفاء فان فيه أيضا للشيطان مداخل منها ان يأمرك بترك العمل خوفا من أن تكون مرائيا به وهذا من جملة خدائعه وفى ترك العمل كذلك تحصيل لغرضه لان غرضه الأقصى ترك العمل وانما يعدل بك بك إلى قصد الرياء وغيره عند عجزه من تثبيتك عن العمل وثم هيدك فيه فإذا تركته فإذا حصلت غرضه ومثالك في ذلك مثال من سلم إليه مولاه حنطة فيها تراب وقال خلصها من التراب ونقها منه تنقية بالغة فيترك أصل العمل ويقول أخاف ان اشتغل به لم يخلص خلاصا صافيا فيترك العمل من الصلة وهذا تمام الغرض لإبليس اللعين وغاية القصد فقد حصلت أمنيته وأرحته من التعب بك في افساد العمل وانما سبيلك ان تجتهد في تخليص عملك بالأدوية النافعة وتحصل مراد مولاك ومنها ان يأمره بترك العمل أيضا لا لذلك بل خوفا على الناس ان يقولوا انه مرائي فيعصون الله به وهذا أيضا مع ما قبله رياء خفى من مكايد الشيطان لان ترك العمل خوفا من قولهم إنه مرائي غير الرياء ولولا حبة لمحمدتهم وخوفه من ذمهم فماله ولقولهم قالوا إنه مرائي أو قالوا إنه مخلص وأي فرق بين ان يترك العمل خوفا من أن يقال إنه مرائي وبين ان يحسن العمل خوفا من أن يقال إنه غافل مقصر بل ترك العمل أشد من ذلك وفيه مع ذلك إساءة الظن بالمسلمين وما كان من حقه ان يظن بهم ذلك
148
نام کتاب : رسائل الشهيد الثاني ( ط.ق ) نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 148