responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : رسائل الشهيد الثاني ( ط.ج ) نویسنده : الشهيد الثاني    جلد : 1  صفحه : 168


وهذا كلام عميق وتقرير رشيق يؤيّدُ ما أسلفناه ويزيد عليه بأنّه لا يمكن للفاعل المختار أنْ يفعلَ فعلًا خالياً عن النيّة ، فضلًا عن أنْ يهتمّ ببيانها ولو كُلَّفَ بأنْ لا يَنويَ كان تكليفاً بما لا يُطاق ، فكيف إذا كُلَّفَ بنيّةٍ يُسْتَصْعَبُ شأنُها ؟ ! نَعَم ، قد خَصّ الشرعُ مطلقَ النيّة باعتبار مقارنتها لأوّل العبادة زيادةً على النيّة اللُّغَويةِ [1] . وهذا القدرُ لا يوجِبُ أمراً عظيماً ولا مشقّةً وخَطباً جسيماً فإتعابُ النفسِ بتكرارها وتشويشُ الفكر في استحضارها ليس إلا وَسواساً شيطانياً وخَيالًا فاسداً واهياً .
ويزيد ذلك إيضاحاً أنّ التعَبَ إذا كان في فهم الألفاظ الدالَّة على متعلَّق النيّة كما يتّفق للبعض فهي ألفاظ عربية لا تَصِلُ إلى هذا الحدّ من الالتباس ، ولا توجِبُ هذا القدرَ من المراس [2] حتّى أنّه لو قُدّرَ أنّه جَهِلَ بعضَ معانيها أمكَنَ زوالُه بالسؤالِ عنه قبلَ أنْ يَشْتَغِلَ بها وإنْ كان في إحضار بعضِ معانيها في القلب عندَ أوّلِ جزءٍ مِن العبادة فهو أيضاً لا يوجِبُ هذا القدرَ من الزيادة فإنّه يُقَدّرُ في نفسه أنّه يَقْدِرُ على أنْ يُخْطِرَ بباله بيتاً من البيوتِ المشتمِلة على أُمورٍ مختلفةٍ متكثّرةٍ وأسبابٍ منتشرةٍ ، بل يقدِرُ على إحضار مدينةٍ مخصوصةٍ بأوضاعها ، ويَسْتَحْضِر جملةً مِن جِهاتها وأقطارها ، بل يُمكنُ استحضارُ إقليمٍ بهذه الأوصاف .
وهذا أمر وجدانيّ لا يُنْكره مَنْ يَشْتَمِلُ على أدْنى إنصافٍ ، بل مِنْ القواعدِ



[1] قال المصنّفُ في « رَوْض الجِنان » ص 27 : « وهي لغةً مطلق العزم والإرادة » . وفي « القاموس » ص 1728 ، « نوى » : « نَوَى الشيءَ : قَصَدَه » .
[2] « مارَسَ الشيءَ مِراساً وممارسةً : عالَجَه وزاوَلَه » ( « المعجم الوسيط » ج 2 ، ص 863 ، « مرس » ) .

168

نام کتاب : رسائل الشهيد الثاني ( ط.ج ) نویسنده : الشهيد الثاني    جلد : 1  صفحه : 168
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست