نام کتاب : رسائل الشهيد الثاني ( ط.ج ) نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 166
لمقصوده من هذه الأنواع . ولَمّا كان الفعلُ الصادرُ عن الفاعل المختار لا بدّ له مِن غايةٍ وإلا لكان عبثاً ، فلا بدّ من ملاحظة الغايةِ المقصودة مِن الصلاة مثلًا المطلوبةِ للشارع ، وهي القُربةُ التي هي الفوزُ بالرضا والحصولُ بالزلْفى بواسطةِ نَيْل الثواب ، لا قُرْب الزمان والمكان لكونهما من لوازم الإمكان . وحاصلُ ذلك كلَّه إحضارُ ذاتِ الصلاةِ وصفاتِها المقصودةِ بالذات في ذهن مُريد الصلاة ، ثمّ القصد إلى إيقاع هذا الفعلِ المشخّصِ للتقرّب إلى الله تعالى . وكذا القَولُ في غيرها من العبادات ، بل الأمر في غيرها أسْهَلُ لِقلَّة المميّزات . ولا خصوصيةَ في ذلك للفظٍ مخصوصٍ ولا لوضعٍ معيّنٍ ، بل الاعتبار بقصد مدلول الألفاظ في نفسه . وجملة الأمر أنّ المرادَ مِن النيّة جمعُ الهِمّة على فعل المقصود ، وبَعْثُ النفسِ وتوجيهها وميلها إلى ما فيه ثواب عاجل وآجل ، تلفّظَ بذلك أو لا . وهذا كلَّه أمر سهل وتكليف هَيّن ، بل هو أمر مركوز في جِبِلَّة العقلاء ، بل الأطفال والضعفاء فإنّهم لا يفعلون فِعلًا إلا بعدَ القصد والداعي وتوجّه النفس إليه ، ولا يقعُ فعل خالٍ عن نيّةٍ ممّن يَصلُحُ لغرض التكليف عليه ، حتّى أنّ السلفَ الماضين من العلماء ، وهم مُعْظَمُ القدماء ، ما كانوا يذكرون النيّة في كُتُبهم الفقهية [1] ، بل يقولون : « واجبات الوضوء مثلًا أوّلُها غَسْلُ الوجه » ، وفي الصلاة : « أوّلها التكبير » . وهكذا ورد الكتاب الكريم في قوله تعالى : « يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا قُمْتُمْ إِلَى
[1] قال الشهيد في « ذكرى الشيعة » ج 2 ، ص 106 : « ومن ثَمَّ لم يذكرها قدماء الأصحاب في مصنّفاتهم كالصدوقين » . وانظر « النُّجعة » ج 1 ، ص 146 - 148 ، 402 و ج 2 ، ص 235 - 236 ، و « الأربعون حديثاً » للشيخ البهائي ، ص 438 - 454 .
166
نام کتاب : رسائل الشهيد الثاني ( ط.ج ) نویسنده : الشهيد الثاني جلد : 1 صفحه : 166