فافهم هذا كلَّه ، وتأمّله تأمّلًا صحيحاً بقلب فارغ من شبه الشيطان ومكائده ، فإنه ينفعك بإذن الله تعالى وحسن توفيقه ، ولا تستنكر من نفسك صرف برهة يسيرة من [ عمرك [1] ] في تحصيل ما يرضى به عنك مَن وهب لك العمر كلَّه لتعبده فيه كلَّه . والله أرجو ، وبمحمّد : صلى الله عليه وآله وآله إليه أتوجّه أن يمنّ عليّ بقبول هذا العمل الحقير ، إنه كريم رحيم ، وأن ينتفع بها طلَّاب الحقّ في الدين ، والحمد لله ربّ العالمين بمحامده كلَّها على جميع نعمه كلَّها عدد ما حمده حامد من خلقه ، وصلَّى الله بأفضل صلواته على هداة الخلق إليه ووسيلتهم إليه ، بابه المفتوح بالرحمة لخلقه ، محمّد : وآله الذين اختارهم على عِلم على العالمين ، وعلى جميع الأنبياء والمرسلين والملائكة أجمعين وسلم عليهم أجمعين كما هو أهله . تمّت الرسالة بمنّ الله الكريم ، وحسن توفيقه العميم صبح يوم الجمعة ، هو الثامن من جمادى الآخرة سنة ( 1209 ) . كتبته بنفسي لنفسي ، وأنا الأقلّ الأحقر الأذلّ الأصغر صالح بن طعان بن ناصر بن علي المركوباني الستري البحراني رحمه الله ( 2 ) : ، [ عفا الله ] عنهم وعن المؤمنين أجمعين . أسأل الله أن يوفّق لإلهام معانيها والعمل بما فيها ، إنه كريم رحيم .
[1] في المخطوط : ( عمره ) . ( 2 ) عالم تقيّ ، ورعٌ زاهد ، له كتاب ( لؤلؤة الأفكار المستخرجة من بحار الأنوار ) ، توفّيَ رحمه الله بالطاعون في ( رابغ ) سنة ( 1281 ) ه ، وهو والد العلَّامة آية اللَّه الشيخ أحمد آل طعّان البحراني القطيفي المتوفّى سنة 1315 ه . أنوار البدرين : 235 .