ورواه في ( الكافي ) وزاد « وخلق النور قبل الظلمة [1] » . إلى غير ذلك من الأخبار . فإذا كان النهار قبل الليل والنور قبل الظلمة ، لزم أن ابتداء النهار وأوّله ليس فيه ظلمة بوجه أصلًا ؛ إذ لم يسبقه ظلام ولا ليل بوجه أصلًا ، وإنما سبقه نور علَّته الَّذي نوره قبس من نورها ، فلو كان ما بين الطلوعين من النهار كان مبدأ النهار ظلمة وقبله ليل ، وهو محال . وهذه الأخبار وما في معناها يردّه ، فلزم أن أوّل النهار طلوع شمسه وانبساط نورها . الثلاثون : قوله تعالى * ( إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ والأَرْضِ واخْتِلافِ اللَّيْلِ والنَّهارِ ) * [2] » الآية ، فإنها حكمت باختلافهما ، والإطلاق يحمل على الفرد الأكمل ، فثبت أن بينهما كمال الاختلاف ، وليس بين الساعة الفجريّة وبين الليل كمال اختلاف ، بل مشابهة خصوصاً للساعة الاولى منه فإنّهما متطابقتان . وفي ( تفسير الإمام ) في تفسير هذه الآية قال بعد كلام « ثمّ ما في السماوات من الشمس المنيرة في نهاركم لتنتشروا في معاشكم ، ومن القمر المضيء لكم في ليلكم لتبصروا في ظلماته ، وألجأكم بالاستراحة بالظلمة التي بها ترك مواصلة الكدِّ الذي ينهك أبدانكم ، واخْتِلَافِ الليْلِ والنَّهَارِ المتتابعين عليكم بالعجائب التي يحدثها ربّكم في عالمه [3] » الخبر . فقد دلّ بفحواه على أن الشمس لا تضيء إلَّا في النهار ، ولا نهار إلَّا مع ضياء الشمس ، وضياء الشمس ممتاز عن ضياء الفجر وإن كان من فاضل ضيائها ، بل صريحُه أن استنارة الشمس يعني الكاملة بمقتضى الإطلاق ظرفها النهار ، ولازمها المساوي ، ودلّ على أن القمر لا يضيء إلَّا بالليل . فإذن ما قبل طلوع
[1] الكافي 8 : 127 / 116 ، عن الباقر عليه السلام ، باختلاف . [2] البقرة : 164 . [3] التفسير المنسوب للإمام العسكري عليه السلام : 575 ، باختلاف .