وبالجملة ، فإجماع أهل البيت : صلَّى الله عليهم وسلم وأتباعهم قائم متحقّق على ذلك في كلّ مكان ، بل من الأمر المشهور بين الأُمّة بأجمعها أن ذلك مذهب أهل البيت عليهم السلام : وأتباعهم ، حتّى إن العامّة بأجمعهم يعتقدون أن هذا مذهب أهل البيت عليهم السلام : وأتباعهم . فكم أعاب علماء العامّة على الشيعة القول بالرجعة ! فالمعروف بين فرق الأُمّة أن القول بالرجعة مذهب الإماميّة . ولا يمكن أن يقال : إن قيام القائم عليه السلام : يسمّى رجعة . فإن الرجعة إلى الدنيا أو إلى الشيء لا يكون إلَّا بعد الخروج منه والانصراف عنه ؛ إذ لا يقال لمن هو في مكان إنه رجع إليه قبل أن يخرج منه ويعود إليه . فإن تحصيل الحاصل محال ، والقائم : عجّل الله فرجه ، وأزال عنا الحيرة به لم يخرج من الدنيا حتّى يقال : إن قيامه يسمّى رجعة . يؤيّد هذا ، بل يدلّ عليه أن الأُمّة مطبقة على القول بقيام القائم : ومنكرة للرجعة ، إلَّا أهلَ البيت عليهم السلام : وأتباعهم ، فالقول بها من خواصّهم التي انفردوا بها وامتازوا عن جميع فرق الأُمّة ، والله العالم ، وهو الهادي والعاصم . وهذا آخر ما أردت إملاءه في هذه العجالة ، وقد جعلتها هديّة إلى حضرة صاحب الزمان : صلَّى الله عليه ، وعجّل فرجه فإن قبلها فشأنه العفو والرحمة والكرم والجود ، وإن ردّها فبجرائم مؤلَّفها الأقلّ المقصّر القاصر أحمد بن صالح بن سالم بن طوق : . وأنا أسأله العفو ، ونظرة رحيمة كما عوّد ، والحمد لله أوّلًا وآخراً ، كما هو أهله وصلَّى الله على محمّد : وآله الأطهار وسلم . اللَّهم أرجعني ومن نسخها أو استكتبها ووالديّ وإخواني ومن عمل لي إحساناً من المؤمنين في كرّتهم يا أرحم الراحمين . تمَّت بقلم المذنب المخطئ العاصي زرع بن محمّد علي بن حسين بن زرع : ، عفا الله عنهم أجمعين .