إسم الكتاب : رسائل آل طوق القطيفي ( عدد الصفحات : 525)
تعالى سيعيد عند قيام المهديّ عليه السلام : قوماً ممّن تقدّم موتهم من أوليائه وشيعته ؛ ليفوزوا بثواب نصرته ومعونته ، ويبتهجوا بظهور دولته . ويعيد أيضاً قوماً من أعدائه لينتقم منهم ، وينالوا بعض ما يستحقّونه من العقاب والقتل على أيدي شيعته ، أو الذلّ والخزي ممّا يشاهدون من علوّ كلمته . ولا يشكّ عاقل أن هذا مقدور لله غير مستحيل في نفسه ، وقد فعل الله ذلك في الأُمم الخالية ، وقد نطق القرآن بذلك في عدّة مواضع ، مثل قصّة عزير : وغيره . وصحّ عن النبيّ صلى الله عليه وآله : قوله « سيكون في أُمّتي كلّ ما كان في بني إسرائيل : حذو النعل بالنعل والقذَّة بالقذَّة [1] ، حتّى إن أحدهم لو دخل جحر ضبّ لدخلتموه [2] » . قال الكاشانيّ : : قد صنّف الحسن بن سليمان الحلَّي : كتاباً في فضائل أهل البيت عليهم السلام : أورد فيه أخباراً كثيرة في إثبات الرجعة وتفاصيل أحوالها ، وذكر فيه أن الدابّة : م أمير المؤمنين عليه السلام : في أخبار كثيرة متوافقة المعاني ، ونقل أكثرها من كتاب سعد بن عبد الله : المسمّى ب ( مختصر البصائر ) ، ولنورد هنا من كتابه حديثاً واحداً وهو ما رواه الأصبغ بن نباتة : : أن عبد الله بن الكوّاء : قال لأمير المؤمنين عليه السلام : : إن أُناساً من أصحابك يزعمون أنهم يردّون بعد الموت ؟ فقال أمير المؤمنين عليه السلام : « نعم ، تكلَّم بما سمعت ولا تزد في الكلام ، فما [ قلت [3] ] لهم ؟ » قال : قلت : لا اومن بشيء ممّا قلتم . فقال له أمير المؤمنين عليه السلام : « ويلك ، إن الله ابتلى قوماً بما كان من ذنوبهم فأماتهم قبل آجالهم الَّتي سمِّيت لهم ، ثمّ ردَّهم إلى الدنيا ليستوفوا أرزاقهم ، ثمّ أماتهم بعد ذلك » . قال : فكَبُر على ابن الكواء : ولم يهتدِ له ، فقال له أمير المؤمنين عليه السلام : « ويلك أتعلم أن الله عزَّ وجلَّ قال في كتابه * ( واخْتارَ مُوسى : قَوْمَه سَبْعِينَ رَجُلًا لِمِيقاتِنا ) * [4] فانطلق بهم معه ليشهدوا له إذا رجعوا عند الملأ من بني إسرائيل : أن ربِّي قد كلَّمني ، فلو أنهم سلَّموا ذلك
[1] القذّة : واحدة ريش السهم ، الصحاح 2 : 568 قذ . وهو مثل يضرب للمساواة بين شيئين ، كمساواة ريشة السهم المقطوعة لأُختها . مجمع الأمثال 1 : 347 . [2] مجمع البيان 7 : 304 . [3] من المصدر ، وفي المخطوط : « زدت » . [4] الأعراف : 155 .