فتبكيها ملائكة السماء السبع وحملة العرش وسكَّان الهواء ومن في الدنيا ومن تحت أطباق الثرى ، صائحين صارخين إلى الله ، فلا يبقى أحد ممّن قتلنا وظلمنا ورضي بما جرى علينا إلَّا قتل في ذلك اليوم ألف قتلة » الخبر . إلى أن قال المفضّل : : يا مولاي ، فإن من شيعتكم من لا يقول برجعتكم . فقال الصادق عليه السلام : « أما سمعوا قول جدِّنا رسول الله صلى الله عليه وآله : ، ونحن سائر الأئمّة نقول * ( ولَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذابِ الأَدْنى دُونَ الْعَذابِ الأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ) * [1] » . قال المفضّل : : يا مولاي ، فما العذاب الأدنى ، وما العذاب الأكبر ؟ قال الصادق عليه السلام : « العذاب الأدنى : عذاب الرجعة ، والعذاب الأكبر : عذاب يوم القيامة الذي فيه تبدّل الأرض غير الأرض والسماوات ، وبرزوا لله الواحد القهار » الخبر . إلى أن قال الصادق عليه السلام : « أحسنت يا مفضَّل : ، فمن أين قلت برجعتنا ، ومقصِّرة شيعتنا تقول : معنى الرجعة : أن يردَّ الله إلينا ملك الدنيا ، وأن يجعله للمهديِّ عليه السلام ، ويحهم متى سلبنا الملك حتّى يردّ علينا ؟ » . قال المفضّل : : لا والله ما سلبتموه ولا تسلبونه ؛ لأنه ملك النبوّة والرسالة والوصيّة والإمامة . قال الصادق عليه السلام « يا مفضّل : لو تدبّر القرآنَ شيعتُنا لما شكَّوا في فضلنا ، أما سمعوا قول الله تعالى * ( ونُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ ونَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً ونَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ . ونُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الأَرْضِ ونُرِيَ فِرْعَوْنَ : وهامانَ : وجُنُودَهُما مِنْهُمْ ما كانُوا يَحْذَرُونَ ) * [2] ؟ والله يا مفضّل : ، إن تنزيل هذه الآية في بني إسرائيل ، وتأويلها فينا ، وإن فرعون وهامان : وجنودهما تيم : وعدي » : الخبر . إلى أن قال الصادق عليه السلام : « ثمّ يقوم جدِّي علي بن الحسين : وأبي الباقر : عليهما السلام فيشكوان إلى جدِّهما رسول الله صلى الله عليه وآله : ما فُعل بهما . ثمّ أقوم أنا فأشكو إلى جدِّي رسول الله صلى الله عليه وآله : فعل المنصور : بي ، ثم يقوم ابني موسى : فيشكو إلى جدِّه رسول الله صلى الله عليه وآله : ما فعل به الرشيد : ، ثمّ يقوم علي بن