بسم اللَّه الرّحمن الرّحيم الحمد للَّه رب العالمين ، والصلاة والسلام على محمد المصطفى وآله الطيبين الطاهرين واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين . لا يخفى على الناظر الى علم الأحكام الشرعيّة المصطلح عليه ب « الفقه الإسلامي » إنّه علم وسيع ومتشعّب ، وله المكانة المتميّزة بين علوم الشريعة الإسلامية . وقد مرّ هذا العلم كغيره في أطوار تكاملية كان بدايتها عبارة عن نقل الأخبار والنصوص الشريفة التي فاضت بها شفاه المعصومين - عليهم أفضل صلوات المصلَّين - والإفتاء بها من قبل ذوي الخبرة والدراية ، ليستضيىء بها الناس في حياتهم الفردية والاجتماعية . ثمّ مرّ هذا العلم بمراحل جديدة أكسبته سعة ودقّة ، نتيجة توسّع دائرة الفهم الأصولي وتعمّقه ، بالخصوص لدى فقهاء الإمامية . وكان لفتح باب الاجتهاد والنظر عند فقهاء الخاصّة ، الأثر الكبير في تطوّر الفقه وتكامله ، نتيجة ما كان يثيره الفطاحل بين الفينة والأخرى من مسائل تستجلب نظر أهل التحقيق وذوي التدقيق فيسلَّطون عليها الإضواء من جميع الجهات ويشبعونها بحثا واستدلالا . ومن تلكم المسائل التي طرحت وأشارت إليها النصوص الشريفة ، مسألة كون الوتر - من صلاة الليل - ثلاث ركعات ، أو واحدة ، وقد تناولها