من هذه الآية بالدرجة الأولى - وبقرينة فإياي فاعبدون والعبادة قطعا ليست أمرا مرتبطاً بالعقيدة فقط إنما هي أعمال ظاهرية نابعة من العقيدة - ومن هذه الروايات وأمثالها إضافة إلى الدليل العقلي يمكن لنا أن نستفيد المعنى الذي ذهبنا إليه من أن الهجرة واجبة على من لا يقدر على إظهار دينه ولا يستثنى من ذلك إلا غير القادر أي العاجز تكوينا كما سيأتي تفصيل ذلك إن شاء الله .
لأن مورد كلامنا هنا في الأدلة على وجوب الهجرة فإن عمدتها الآيات وأما الروايات فإنها غالبا ما تتعرض لموارد تطبيق الآيات وتحديد دائرة الهجرة فدلالتها على الوجوب من هذه الجهة لا أنها أوامر مستقلة منفصلة عن آية الهجرة ، أو أنها في مورد الحث على أهمية الهجرة ، نعم سيأتي التعرض لبعض الروايات التي قد يظهر منها أن معنى الهجرة غير ذلك ونتعرض لها في محله .
* وأما الاجماع : فإنه بعد قيام الدليل من الآيات والروايات على وجوب الهجرة لا يبقى حاجة إلى الإجماع إلا من باب لفت النظر بأن المسألة بموقع من الأهمية بحيث أن مخالفتها تكون في غاية الإشكال ، وقد جرت عادة العلماء في أغلب الأحيان على تصدير أدلة المسألة بالإجماع فيما لو كانت بموقع من الأهمية رغم أن الدليل يكون غيره .

74