إلا أن الآية أشارت إلى خصوصية التبليغ والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، فمن علم بالمعروف وأمر به وعلم بالمنكر ونهى عنه يكون قد استن بسنة النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم وآله الأطهار عليهم السّلام فيسمو في درجات القرب والتفضل على غيره ممن لا يمتلكون هذه الصفة سواء من هذه الأمّة أو غيرها .
وبعبارة أخرى إن العشرات من الروايات حثّت المؤمن على الاستنان بسنتهم عليهم السّلام ، ومن أهم سننهم تبليغ أحكام الدين الحنيف .
إضافة إلى أنهم أمرونا وحثونا حثا ً عظيما على تبليغ ونشر تعاليمهم لا سيما في زمن الغيبة حين ينقطع الناس عن إمامهم ، وتعصف الفتن بهم ، ويغلب الجهل على البلاد ، ويعم الفساد ، وتقوى دولة الباطل ، حينها يكون دور العالم في نشر تلك التعاليم وإيصالها إلى الضعفاء الذين لا يقدرون حيلة ولا يرشدون سبيلا ، من أهم الواجبات , وأسمى المهمات .
ونذكر بعضا من الروايات تنويرا وتأكيداً لا سيّما أن بعضها صادر عن الإمام الحسن العسكري عليه وعلى آبائه السلام وفي ذلك إشارة إلى أننا المخاطبون بها .
فعن أبي محمد العسكري عليه السّلام قال : قال الحسين بن علي عليه السّلام : من كفل لنا يتيما قطعته عنَّا محبتنا باستتارنا ، فواساه من علومنا التي سقطت إليه حتى أرشده وهداه ، قال الله عز وجل : يا أيها العبد الكريم المواسي أنا

59