* وممن اعتبر أن التعرب بهذا المعنى السيد الخوئي قدّس سرّه قال : « . . . والكلمة ( أي الأعراب ) في لسان الأخبار على ما هي عليه من المعنى اللغوي ، بل من جهة أن الظاهر من قوله الأعرابي بعد الهجرة هو التعرب بعد الهجرة ، أي الإعراض عن ارض المسلمين بعد الهجرة إليهم والانتقال إلى بلد الكفار الذي هو فسق ومعدود من الكبائر في جملة من الأخبار ، لا الأعرابي بمعنى سكنة البوادي المبحوث عنه في المقام لمنافاته مع كلمة بعد الهجرة المذكورة في الرواية فهي أجنبية عن محل الكلام كما لا يخفى [26] .
والسيد قدّس سرّه فرّق بين سكان البادية بالأصالة ، وبين التعرب بقرينة بعد الهجرة فإن التعرب عنده هو الإعراض عن بلاد الإسلام والانتقال إلى بلاد الكفر والشرك ، وهذا له أحكامه وهو محل بحثنا ، وليس هو المبحوث عنه في إمامة الجماعة الذي قيل بأنه مكروه أو لا يجوز على اختلاف الأقوال أن يؤم الأعرابي الحضري .
وعلى أي حال فإن معنى التعرب عنده صريح في المطلوب سواء قلنا أنه نفسه المبحوث عنه في صلاة الجماعة أو غيره .
وأما حكم الأعرابي بالأصالة وهل يجب عليه الهجرة أو لا ؟ خاصة في هذه الأزمنة ؟ فهو محل البحث الآتي في الأمر السادس من هذه الأمور .

[26] مستند العروة الوثقى كتاب الصلاة لآية الله السيد الخوئي ج 5 ص 433 ، المطبعة العلمية قم 1412 ه‌ .

33