والعدل في القول أن لا تتفوه بما لا تعلم أنه الصدق لأن الكذب جور .
والعدل في المأكل والمشرب أن تعطي الجسد حقه لأن التخمة جور .
والعدل في المعاملات أداء الحقوق بأوقاتها لأن المماطلة والتسويف جور .
والعدل في الرعيّة ، أن يراعي الحكّام مصالح الأمّة على الأنانية الشخصية ، ويُعطى صاحب الحق حقه : فيمدح المحسن ويعاقب المسئ ، ويقرَّب الشريف ويؤخر الدني ، وينتصر للمظلوم من الظالم ، وهكذا في بقية المسائل المعنوية والمادية ، لا بدَّ من الالتزام بأمر الله بالعدل الذي هو ميزانه في خلقه .
نعم الأمر الإلهي في الآية المباركة يترقى عن مستوى العدل في الحياة الاجتماعية أو قل في الحياة الإنسانية إلى مستوى الإحسان الذي هو درجة فوق العدل ، وفي بعض الموارد حثّت الشريعة على الإيثار فضلا عن الإحسان خاصة بين المؤمنين ، إلا أنه لا بدَّ من الإشارة إلى أن الإحسان يمكن أن يكون في كل أمر ما لم يمنع منه المعارض كما في الحكم بين الخصمين ، فإذا كان الإحسان إلى أحدهما ولو إلى المحق ظلماً للآخر فيقتصر على العدل . .
ومن نماذج ذلك ما أشار إليه القرآن الكريم حول اختلاف طائفتين من المؤمنين بقوله تعالى : { وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا

253