يَعْلَمُونَ } [284] . فقد قطعت هذه الآية المباركة الطريق على كل مدّعٍ انه قادرٌ على إعزاز الدين ما لم يكن مؤمنا حقيقيا قد دخل الإيمان قلبه وثبت في جوارحة ، وروّض نفسه على العزوف عن زخارف الدنيا ، وأخلص لله ، فهذا الذي يمكنه فقط أن يتصف بأنصار دين الله ، وبعمله وجهاده يمكن أن يزيد الدين عزا ورفعة .
ويثبتوا أركانه : والسؤال هل يمكن لمن لا يعرف من الدين إلا اسمه أن يثبِّت أركانه ؟ ! ! هؤلاء الأنصار بعد التسليم أنه لا بدَّ لهم أن يكونوا من أهل الإيمان والثبات والإخلاص ، لا بدَّ لهم أيضا من أن يكونوا من أهل المعرفة بأسس الدين وفروعه وأحكامه ليتسنى لهم تثبيت أركانه .
ويدكدكوا الكفر : إن هذه المهمة الملقاة على عواتقهم بعد الحفاظ على الدين وتشيد أركانه من أهم وأبرز ما أوكل إلى الأنصار ، وليس المطلوب هدم ظواهر الكفر فحسب بل كل ما يعنيه الكفر فكرا وعقيدة ومظهرا ، لا

[284] الآية 8 من سورة المنافقون .

240