إسم الكتاب : رسالة في التعرب بعد الهجرة ويليها نظرة في الحفاظ علي المجتمع المؤمن ( عدد الصفحات : 284)

النمل على الصفا ، شوبوا أيمانكم بالصدق ، التاجر فاجر والفاجر في النار إلا من أخذ الحق وأعطى الحق [275] .
من هنا ندرك جيدا أن التاجر ما لم يتفقه ويعرف الحلال من الحرام وما يجب عليه وما هو حقه يكون خائنا فاجرا متورطا في الشبهات متعديا على حدود الله وذلك هو الخسران المبين .
أما لو تعلَّم وتفقه وتحلّى بالآداب الحميدة ، ثم أدّى الذي عليه من الحقوق إلى أصحابها ، ولم يبخس الناس أشياءهم ، واجتنب الربا والشبهات ، يكون قد تخلق بما أمر الله سبحانه وتعالى فيصير من إمناء الله في أرضه ، ويصبح منارا يحتذى به ، وبذلك يكون داعيا إلى الله بغير لسانه وهي أرقى مراتب الدعوة إلى الله والى الرسول والعترة الطاهرة كما جاء في الحديث الشريف : « كونوا دعاة للناس بغير ألسنتكم » وفي آخر قال : « كونوا زينا ولا تكونوا شينا » [276] .
وفي قرب الإسناد : قال أبو عبد الله عليه السّلام كونوا دعاة الناس بأعمالكم ولا تكونوا بألسنتكم . . [277] .
* * *

[275] الكافي ج 5 ص 150 باب آداب التجارة ح 1 .
[276] الكافي ج 2 ص 87 - 88 باب الورع ح 9 و 14 .
[277] قرب الإسناد ص 27 .

231