وإن كثيراً من شياطين الإنس أو الجن يمنون الناس الأماني لا سيّما في حق الله ليصدوهم عن واجباتهم التي فرض الله ليأخذوا ببعض الكتاب { فَمَا جَزَاء مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ } [264] .
وهذا النوع من الأمانة لم يتورع عن خيانته بعض الأوائل ، مما أدّى إلى تحريف كثير من مسائل الدين ، ونكتفي بالإشارة ، ومن أراد الوقوف على حقيقة الأمر ليكون من أمناء الله فيمكنه الاطلاع على الآيات وما جاء في تفسيرها من الروايات ، إضافة إلى ما في الكتب الفقهية .
ولذا نورد حديثاً للاستفادة من هذه العجالة من عدّة أحاديث في هذا المعنى مثل قوله عليه السّلام : « من يستحل ما في يده من أموالنا ويتصرف فيه تصرفه في ماله من غير أمرنا فمن فعل ذلك فهو ملعون ونحن خصماؤه . . » إلى أن قال : « ومن أكل من مالنا فإنما يأكل في بطنه نارا وسيصلى سعيرا » [265] .
ثم إن أداء التاجر ما عليه من الحق له ارتباط ببقية الأصناف إذ أن تلك الحقوق التي فرضها الله تعالى هي جزءً من قوة الحاكم العادل وعماد الغزاة ومدادهم وجزء أساسي في نشر تعاليم الدين الحنيف .

[264] الآية 85 من سورة البقرة .
[265] الوسائل ج 9 ص 540 باب وجوب إيصال حصة الإمام من الخمس . . . ح 12670 .

225