نام کتاب : رسالة في التعرب بعد الهجرة ويليها نظرة في الحفاظ علي المجتمع المؤمن نویسنده : الشيخ قاسم محمد مصري العاملي جلد : 1 صفحه : 209
المحن ، وقال : أعظم الناس سعادة أكثرهم زهادة ، وقال : من عزف عن الدنيا أتته صاغرة [239] . وهذا الأمر لا يحتاج إلى كثير بيان وشاهده واضح بالوجدان ولذا نجد أصحاب الإمام الحسين عليه السّلام سلام الله عليهم فضلاً عن أن الدنيا بكل معانيها لا تعني لهم شيئاً عند المحن وصلوا إلى درجات من الاطمئنان والراحة النفسية إذ وصفوا الموت مع إمامهم وسيدهم رغم كثرة الجراح وشدة العطش أنه أحلى من الشهد المصفّى ، فلم تهُن عليهم المحن فحسب بل ترقّوا في زهدهم ليحولوا المحنة في الله إلى لذّة يتنافسون عليها والركون إلى الدنيا إلى جيفة يهربون منها . فأي تجارة أربح وأي لذة أمتع وأشهى مما وصلوا إليه ، وهذه الحقيقة أشار إليها أمير المؤمنين عليه السّلام بقوله : « الزهد متجر رابح » . ثم قال : « ازهد في الدنيا يبصرك الله عيوبها ولا تغفل فلست بمغفول عنك » . فطوبى للزاهدين في الدنيا الراغبين بما عند الله من النعيم المقيم . وبالمقابل نجده عليه السّلام يخبر عن أصل الشقاء وأساسه ، وسبب الخسارة في الدارين هو حب الدنيا والوله فيها .