نام کتاب : رسالة في التعرب بعد الهجرة ويليها نظرة في الحفاظ علي المجتمع المؤمن نویسنده : الشيخ قاسم محمد مصري العاملي جلد : 1 صفحه : 207
وإلى هذه الحقيقة العظيمة أشار عليه السّلام بقوله : « اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً » [235] . فالشق الأول من الرواية دالٌّ على ضرورة تعبيد الطريق لتوصل إلى الهدف إلاّ أن الغاية والنهاية في الشق الثاني فإن الموت حقيقة لا ينكرها حتى المكابر فالزهد هو الذي يجعل الرغبة إلى ما بعد الموت إلى دار القرار ، فمن عمل لهذه الحقيقة اكتمل إيمانه ومن اكتمل إيمانه فهو خير الناس وهو الفوز الحقيقي . وقد أوضح ذلك الإمام عليه السّلام بقوله : إنك لن تخلق للدنيا فازهد فيها وأعرض عنها . وقال أيضاً عليه السّلام : " أفضل العبادة الزهادة " ، " الزهد أصل الدين " ، " الزهد ثمرة اليقين " . ثم لخّص عليه السّلام حقيقة الأمر وما يؤول إليه الإنسان بكلمات فقال : أيسرّك إن تلقى الله غداً في القيامة وهو عليك راض غير غضبان كن في الدنيا زاهدا وفي الآخرة راغبا وعليك بالتقوى والصدق فهما جماع الدين وألزم أهل الحق واعمل عملهم تكن منهم [236] .
[235] الفقيه ج 3 ص 156 باب المعايش والمكاسب والفوائد . . ح 3569 / وسائل الشيعة ج 17 ص 76 باب عدم جواز ترك الدنيا التي لا بدَّ منها للآخرة وبالعكس ح 22026 . [236] غرر الحكم ص 2 ح 2432 .
207
نام کتاب : رسالة في التعرب بعد الهجرة ويليها نظرة في الحفاظ علي المجتمع المؤمن نویسنده : الشيخ قاسم محمد مصري العاملي جلد : 1 صفحه : 207