* الأمر الثاني : أن قسماً من الناس لا شك أنه يعرف الحق ولا يتبعه أو يعرف المنكر وقد استهوته زخارفه وجنحت إليه نفسه وسار في الشهوات غير مبال ولا ملتفت إلى ما سيصير إليه من السؤال والجواب يوم يقال : { وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْؤُولُونَ } [204] .
وهؤلاء دور العالم معهم دور الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر ، دور الطبيب المشفق على مريضه لعله يرجع إلى عافيته .
وهذا الدور يشترك فيه العالم وغيره ممن يعرف المعروف والمنكر ، وإن كان دور العالم أكبر لأنه أعلم من غيره .
وعلى الأقل يمكن للعالم أن يكون الموجِّه والمساعد لمن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر وتفصيل ذلك في باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الكتب الفقهية واضح .
ولكن هذا الدور أيضاً ليس بالأمر السهل ولا يقل أهمية عن الأمر الأول .
فقد ورد في الحديث الشريف عن مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الطُّوسِيُّ قَال : رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وآله وسلّم أَنَّهُ قَالَ : « لا تَزَالُ أُمَّتِي بِخَيْرٍ مَا أَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ والتَّقْوَى فَإِذَا لَمْ يَفْعَلُوا ذَلِكَ نُزِعَتْ

[204] الآية 24 من سورة الصافات .

189