فهل معنى هذا أن المكلف في مثل هذه البلدان ملزم شرعاً بمراقبة نفسه مراقبة إضافية حتى لا يزداد جهله بدينه بمرور الزمن ؟
الجواب : إنما تلزم المراقبة الإضافية فيما إذا كان تركها يؤدي إلى نقصان الدين بالحد المتقدم [179] .
نعم قد يقال : أنه يجب - على من يريد الذهاب لتلك البلاد مع قدرته على القيام بواجباته وترك المحرمات - تعلم ودراسة ما يحتمل الابتلاء به عادة زيادة عما كان عليه في بلاد الإسلام ، فإن موارد الابتلاء في الأطعمة والأشربة والنجاسات وبعض المعاملات الربوية قد تكون محل ابتلاء كل مسلم هناك .
وتعلمها قبل السفر من باب المقدمة المفوتة ، فإنه إذا علم إنه سيبتلي بهذه الأحكام في سفره ولا يعلم حكمها ، ولا يقدر عند الابتلاء تعلمها ، خاصة إذا كان ابتلاؤه في الأطعمة والأشربة مما لا يقدر عادة على البقاء بدونها حتى يتسنى له تعلم أحكامها ، فيكون فاعلا للحرام باختياره ، وإن كان حينها مضطراً فإن الاضطرار بسوء الاختيار لا ينافي الاختيار .
( مسألة 30 ) : ثم بما أن المسافر من المسلمين إلى هذه الدول - أي غير الإسلامية - سواء بقصد الدراسة ، أو العمل أو السياحة أو غير ذلك

[179] كما ذهب إلى ذلك آية الله السيستاني في كتاب أحكام المغتربين م 1205 .

165