إسم الكتاب : رسالة في التعرب بعد الهجرة ويليها نظرة في الحفاظ علي المجتمع المؤمن ( عدد الصفحات : 284)

( مسألة 18 ) : من لم يقدر على إظهار دينه في بلاد الكفر والشرك أو لم يقدر على القيام بواجباته ، هل تجب عليه الهجرة منها سواء كان بالأصل من تلك البلاد أو أنها أصبحت مسكنه ؟
لا شك ولا ريب أن الساكن فيها إذا لم يكن قادرا على تعلم أحكام دينه فيها مع قدرته على إظهاره لدينه وجبت عليه الهجرة من باب المقدمة العقلية للتعلم فقط وهذا واضح .
ولا شك أيضا أن من لا يقدر على فعل الواجبات وترك المحرمات مطلقا بسبب السكنى فيها تجب عليه الهجرة عنها للزوم إطاعة العبد لخالقه فيما أمره ونهاه ، إلا مع عدم وجود مندوحة فيكون قاصرا وليس بمقصر وليس هو فرضنا .
وأما من أمكنه القيام فيها ببعض الواجبات - كالصلاة والصيام - سراً ولا يقدر على التجاهر أو إظهار دينه ، وكان قادرا على الهجرة إلى بلاد الإسلام سواء كانت الهجرة حرجيّة عليه أم لا ، وسواء أصابه ضرر دنيوي أم لا .
فإنه بحسب من اعتبر وجوب الإظهار تجب عليه الهجرة ، لعموم ما دلّ على وجوب الهجرة بضميمة أن إظهار الدين والعمل بأحكامه مما لا ينبغي تركه على المكلف ، وإلا لاندرست معالمه وتحول المسلمون تدريجا إلى فقد الدين فضلا عن عدم انتشاره ، وعلى الأقل لا يصل إلى أبنائهم ، وعليه

151