نعم مجرد الاحتمال ما لم يكن معتدا به عند العقلاء لا يكفي ، وإن كان الاحتياط حسناً ، وقد مر تفصيل ذلك في المسألة 7 .
ولو سافر ولمس من زوجته أو أبنائه لا سيما إذا كانوا في مدارس المشركين والكفار كما هو الغالب في تلك البلاد ، أنه لا يقدر على المحافظة على دينهم وجب عليه إعادتهم إلى بلاد المسلمين .
ولو تعذر إرجاعهم وحدهم وتوقف ذلك على تركه التبليغ والرجوع معهم حفاظاً على دين أسرته وجب عليه ذلك .
فإن عموم أدلة التبليغ وإن كانت حاكمة على وجوب الهجرة عن بلاد الكفر والشرك كما سيأتي قريبا ، إلا أنها مشروطة بعدم تأثر المبلِّغ ، وحكم الزوجة التي ناصيتها بيده وأبنائه حكمه لأنه القيِّم عليهم ، وأمرهم بيده وقد قال تعالى { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا . . } [157] .
ولا يبعد القول إن كل من كان أمره بيده ولو لم يكن من الأولاد أو الزوجة حكمه كذلك إلا أن الأمر يتأكد بالأولاد لقوة الارتباط وكذلك الزوجة ما دامت في حبالته .
* * *

[157] الآية 6 من سورة التحريم .

148