وقال تعالى : { قالَتِ الأعْرابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنا وَلَمَّا يَدْخُلِ الإيمانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِنْ تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لا يَلِتْكُمْ مِنْ أَعْمالِكُمْ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ } [2] .
هذه الآية المباركة ميّزت بين الإيمان والإسلام ، ولا شك أن كل مؤمن مسلم ولا عكس ، فليس لنا أن نصف كل مسلم بالإيمان ، والقرآن صادع بالتميز ، ومثالهما في الروايات إنه يمكننا أن نشهد على من دخل الكعبة المشرفة أنه دخل المسجد الحرام لأن الكعبة في المسجد ، ولا يمكننا أن نشهد على من دخل المسجد الحرام إنه دخل الكعبة لأن المسجد ليس من الكعبة .
وعليه فالإيمان منزلة رفيعة وشرف عظيم به تنال الجنان ورضا الرحمان . ولا يكون المسلم مؤمنا إلا بالإخلاص والتصديق لما جاء به النبي الكريم صلّى الله عليه وآله وسلّم وإلا فإن النفاق ليس عنه ببعيد .
وفي المصطلح : وهو محل إجماع العلماء الأبرار ، وتواتر الدليل وقيام البرهان أن أول درجات الإيمان التصديق بولاية الأئمة الأطهار ، ثم السير على نهجهم القويم وصراطهم المستقيم ، والاعتراف بحقهم على العباد الذي أوجبه الله في محكم الكتاب ، فقال جل اسمه : { إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ } [3] .

[2] سورة الحجرات آية 14 .
[3] الآية 55 من سورة المائدة .

14