نام کتاب : رسالة في التعرب بعد الهجرة ويليها نظرة في الحفاظ علي المجتمع المؤمن نویسنده : الشيخ قاسم محمد مصري العاملي جلد : 1 صفحه : 132
صارت شعاراً يعرف بها المؤمنون ، أو يضطر للتكتف في الصلاة ، أو الصلاة في جماعتهم ، أو السجود على ما لا يصح السجود عليه ، وما شاكل ذلك . وهذه كلها إما مستحبة يجوز تركها ، أو قام الدليل على صحة العمل بها تقية على النحو الذي ذكره الفقهاء في رسائلهم العملية ، وعلى الأقل فإن ما يمكن أن يُمنع منه المؤمن يمكن الإتيان به في أوقات أخر ، بل التعبير الأصح أنه قام الدليل على الإتيان بهذه الأمور ظاهرا ويكون المتقي قبل أن تطلع الشمس من مغربها مأجورا . وهذا فرق واضح بين بلاد المخالفين التي يمكن إقامة شعائر الإسلام فيها وبين بلاد الكفّار التي لا يمكن إظهار الدين فيها ، أو يكون مستضعفاً . ويؤيد ما ذهبنا إليه ، أن الهجرة واجبة على المستضعفين القادرين عليها وليس المستضعف إلا المغلوب على أمره ، ولا يكون مغلوبا على أمره بفعله الشيء الخفي ، فالعقيدة التي هي أفعال الجوانح ما لم يظهرها صاحبها بما يدل عليها من أفعال الجوارح لا يُغلب عليها ، فيكون الاستضعاف منتفٍ بانتفاء موضوعه ، بل لا يعد المرء مغلوبا على أمره إلا إذا مُنع من إظهار ما يريد . وعليه فإن قدر على فعل واجباته وترك ما يحرم عليه لا تجب الهجرة وإلا فهي واجبة .
132
نام کتاب : رسالة في التعرب بعد الهجرة ويليها نظرة في الحفاظ علي المجتمع المؤمن نویسنده : الشيخ قاسم محمد مصري العاملي جلد : 1 صفحه : 132