الأمر الخامس : التعلم والتعليم ونشر أحكام الدين الحنيف من أهم الواجبات ، ولا يُعبد الله بمثل العلم ، فهل أدلَّة نشر الدين حاكمة على التعرب موضوعاً أو حكماً ؟ حتى لو استلزم ذلك سكنى البلاد الذي يقل فيها الدين ؟
وهنا لا بدَّ من الإشارة إلى مسألتين لهما ربط بما نحن فيه :
المسألة الأولى : ضرورة طلب العلم .
ولا شك ولا ريب أن المقدار الواجب من طلبه عيناً على كل مكلف : ما هو معرض ابتلائه وحاجته ، سواء كانت من الأمور الاعتقادية ، أو العبادية أو كانت من أمور المعاملات .
والمقدار الواجب من الاعتقادات : ما ترتفع معه الشبهات في الجملة من الأصول الخمسة ، ومن العبادات : التكاليف الإلزامية بحقه ولو عن تقليد والتي يمكن أن يبتلي بها ولا يسعه الوقت من تعلمها حين الابتلاء كما لو علم أنه سيذهب في سنته إلى الحج ولا يعلم أحكام الحج الأساسية على الأقل ، ولم يتسنى له مرافقة من يعلمه إياها أثناء أدائها ، فلو ذهب والحال هذه فلا يقدر على أداء ما أمر به ، وهكذا بقية المسائل إذا كان ترك طلب العلم سيفوِّت عليه فرصة الامتثال ويوقعه بالعصيان .
وأما المعاملات فلا بدَّ له من إحراز المقدار التي يميّز به إجمالا ، المعاملة الصحيحة من الفاسدة في معاملاته اليومية وما يمكن أن يبتلي بها عادة

52