وثانيا أنّ هذا الخطَّ على الطَّرف المقابل من نصف نهار كرنويج وبينهما 180 درجة من كلّ واحد من الطَّرفين . وذلك لأنّ محيط الدائرة الأرضيّة ينقسم على 360 درجة وهذا المقدار يمرّ عن مواجهة الشّمس في أربع وعشرين ساعة . فالأرض تسير نحو المشرق في كلّ ساعة خمس عشرة درجة ، 15 : 24 : 360 فإذا فرضنا أنّ السّاعة في كرنويج كانت على رأس الثانية عشرة من النّهار ، وهي الظَّهر التّقريبىّ ، تكون السّاعة في النّواحي الشّرقيّة عنه على مسافة 15 درجة ، ساعة بعد الظَّهر ، وهكذا إلى النّواحي البعيدة عنه على مسافة 180 درجة ، اثنتي عشرة ساعة بعده ، وهي المقارنة لنصف اللَّيل . وأيضا تكون السّاعة في النّواحي الغربيّة عنه على مسافة 15 درجة ، ساعة قبل الظَّهر ، وهكذا إلى النّواحي البعيدة عنه على مسافة 180 درجة ، اثنتي عشرة ساعة قبله ، وهي المقارنة أيضا لنصف اللَّيل . فهذه النّاحية الَّتي انطبقت على خطَّ التاريخ المللى ، بعيدة عن كرنويج على مقدار 180 درجة متقدّمة عنه زمانا من ناحية المشرق ، ومتأخّرة عنه زمانا من ناحية المغرب ، كلّ باثنتي عشرة ساعة . فمجموع تفاوت هذين المقدارين ، وهو أربع وعشرون ساعة ، يكون قدر يوم واحد وليلة واحدة . فيكون هذا الخطَّ متقدّما عن نفسه من جهة ، ومتأخّرا عن نفسه من جهة أخرى ، متقدّما من النّاحية الشّرقيّة ، ومتأخّرا من النّاحية الغربيّة ، فهو المبدء للتّاريخ تكون الأيّام في شرقه ولو بمقدار يسير ، متقدّمة على الأيّام في غربه كذلك .