والغناء . انتهى [1] فتأمل . وكيف كان ، فدليلهم ما أوردناه في أدلَّة المختار من الأخبار ، الآمر بعضها بقراءة القرآن بالصوت الحسن ، وبعضها بقراءته بألحان العرب ، وبعضها بالحزن ، وبعضها بالترجيع ، والذامّ بعضها لترك التغنّي به . وأنكره جماعة ، لعموم أدلَّة التحريم ، وضعف ما يخصّصه دلالة أو سندا . وهو كما ترى . ومنها الحداء بضمّ الحاء المهملة وهو : سوق الإبل بالغناء لها : وفي ( الكفاية ) أنّ استثناء مشهور ، ولكن في ( الجواهر ) أنّه : ربّما يدّعى : أنّ الحداء قسيم للغناء ، بشهادة العرف ، و ( حينئذ ) يكون خارجا عن الموضوع لا عن الحكم ، ولا بأس به [2] انتهى . وهو كما ترى ، وقد أوضحناه في المقدمة التاسعة . وكيف كان ، فلم نجد على جوازه دليلا بخصوصه ، نعم ، روي أنّ النبيّ صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم قال لعبد اللَّه بن رواحة : « حرّك بالنوق » فاندفع يرتجز ، وكان عبد اللَّه جيّد الحداء وكان مع الرجال ، وكان أنجشة مع النساء فلمّا سمعه تبعه ، فقال صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم لأنجشه : « رويدك ، رفقا بالقوارير » انتهى ، رواه في المسالك [3] . وروى الغزالي في ( إحياء العلوم ) عن أنس أنّ النبيّ صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم كان يحدي له في السفر ، وأنّ أنجشة كان يحدو بالنساء ، والبراء بن مالك يحدو بالرجال ، فقال رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وآله وسلَّم : « رويدك سوقك بالقوارير » [4] انتهى .
[1] . جامع الشتات ، ج 1 ، ص 177 ، ط 1 . [2] . جواهر الكلام ، ج 22 ، ص 51 . [3] . لم أجد في مظانه من المسالك نعم ورد في الجواهر فراجع ، ج 22 ، ص 50 . [4] . احياء علوم الدين ، ج 2 ، ص 229 .