نام کتاب : دليل تحرير الوسيلة ( أحكام الستر والنظر ) نویسنده : علي أكبر السيفي المازندراني جلد : 1 صفحه : 15
والعنق والأُذنان لا ستر عليها « ومثل ذلك في تفسير الطبري [1] وغيره . ثم جاء الإسلام الذي هو أكمل الأديان الإلهية ونزل القرآن المشتمل على أحسن القوانين في سبيل كمال الإنسان ورشده فحدّدت في آياته المختلفة كيفية ارتباط الرجال مع النساء وحدود ستر بدنها عن الرجال بتشريع أحكام متعالية متناسقة لكمال الإنسان في مسير الهدف من خلقته . ومن الطبيعي أنّ جعل قوانين الحجاب للنساء كانت يستتبع بعض المشقات والصعوبات في معاشهنّ اليومية . فمن هنا توجّه الخطاب في تشريع مثل هذه الأحكام إلى نساء النبي ابتداءً حتى لا تحسّ سائر النساء المؤمنات صعوبة وضيقاً من هذه الناحية . فمن هذه الآيات قوله تعالى * ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلى طَعامٍ غَيْرَ ناظِرِينَ إِناه ُ ولكِنْ إِذا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا ولا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذلِكُمْ كانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وا للهُ لا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وإِذا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتاعاً فَسْئَلُوهُنَّ مِنْ وَراءِ حِجابٍ ذلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وقُلُوبِهِنَّ ) * [2] . وقوله تعالى * ( يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأَزْواجِكَ وبَناتِكَ ونِساءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذلِكَ أَدْنى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ ) * [3] . ففي الآية الأُولى قد حدّد كيفية ارتباط الرجال المؤمنين مع نساء النبي ( صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ) بأن يدخلوا بيوته ( صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ) بغير دعوته وإذنه حيث كانت فيها
[1] تفسير الطبري : الآية 31 من سورة النور وتفسير النيسابوري : ج 18 ص 78 . [2] سورة الأحزاب / الآية 53 . [3] سورة الأحزاب / الآية 59 .
15
نام کتاب : دليل تحرير الوسيلة ( أحكام الستر والنظر ) نویسنده : علي أكبر السيفي المازندراني جلد : 1 صفحه : 15