والقلة في المسافة هي الملاك في تقدير الأبعاد والمسافات مطلقا .
مثلا : موضع عرضه الجنوبي 12 درجة فنقطة التقاطر واقعة على جنوبه والبعد بينه وبين مكَّة من دائرة نصف النهار وإن شئت قلت من دائرة الطولَ 35 ْ 170 ، لأن عرض مكَّة كانَ 25 ْ 21 فتمامه إلى القطب الشماليَ 35 ْ 68 = َ 25 ْ 21 - ْ 90 ، ومن القطب إلى المعدّل وإن شئت قلت إلى دائرة الاستواء 90 درجة ، فلناَ 35 ْ 170 = ْ 90 + ( َ 35 ْ 68 ) + ْ 12 والحاصل أقل من نصف الدور .
وكذلك الحكم لو كان عديم العرض أو كان عرضه شماليا مطلقا ففي جميع هذه الصور يقع القطب الشمالي بين الموضع ومكَّة فقبلتها نقطة الشمال . وإذا جاوز الموضع القطب الشمالي متوجها إلى مكَّة بأن يكون عرضه الشمالي في الربع من دائرة نصف النهار الذي يقع مكَّة فيه أكثر من عرض مكَّة فقد دريت انه خارج عن هذا البحث لأن التفاوت بين طوليهما لا يبلغ إلى نصف الدور وقد مضى البحث عنه في الدروس السالفة .
وإن كان عرضه الجنوبي أكثر من عرض مكَّة فنقطة الجنوب في الدائرة الهندية هي نقطة سمت القبلة لأن البعد بينه وبين مكَّة يكون حينئذ أقل منه بينهما من جهة القطب الشمالي فيقع القطب الجنوبي بينهما وقد علمت أن قلة المسافة ملاك التقدير . وإذا جاوز البلد القطب الجنوبي متوجها إلى مكَّة بأن يكون في الربع الجنوبي الذي ليس فيه نقطة التقاطر ، أو يكون عرضه الشمالي أقل من عرض مكَّة فقد علمت انهما خارجان عن هذا البحث لأن تفاوت الطولين لا يبلغ فيهما نصف الدور .
مثال : موضع عرضه الجنوبي 35 درجة فتقع نقطة التقاطر إلى شماله ، ويكون البعد بينه وبين مكَّة أقل من نصف الدور . لأن البعد بينه وبين القطب الجنوبي أعني تمام عرضه الجنوبيْ 55 = 35 - 90 ، ومن القطب إلى

490