وكذا لا تجري فيما يكون ما بين الطولين ربع الدور أو أكثر إلا بالتمحّل الآتي ذكره . ففي هذين القسمين وفيما بلغ ما بين الطولين 180 درجة كلام خاص نفرد لكل واحد منها درسا على حياله ، فإذا لم يكن عرض البلد الشمالي مساويا لعرض مكَّة ، ولم يبلغ ما بين الطولين ربع الدور وأكثر ، أو نصف الدور فاعمل لتحصيل سمت القبلة في الدائرة الهندية بما يلي :
1 - إن تساوى البلد مكَّة شرّفها اللَّه تعالى طولا فقبلته نقطة الجنوب إن زاد عرضه الشمالي على عرضها ، وإلا فنقطة الشمال سواء كان شماليا نقص عرضه من عرضها أو كان عديم العرض ، أو كان جنوبيا مطلقا . فعلى الأول نقطة الجنوب في الدائرة الهندية تكون نقطة السمت ، وعلى الثاني بأقسامه الثلاثة نقطة الشمال نقطة السمت ، وعلى التقادير كلَّها يكون خط الزوال خط سمت القبلة .
ولا يخفى عليك أن البلد مع مكَّة في هذه الصورة على نصف نهار واحد ، وإنما يختص في نصف الدور الذي تقع مكَّة فيه بين القطبين الشمالي والجنوبي دون النصف الآخر الذي يقع الموضع المقاطر لمكَّة فيه بينهما فإنّه يختص بما يبلغ ما بين الطولين 180 درجة كما يأتي بيانه .
2 - إن كان البلد شماليا وزاد كل واحد من عرضه وطوله الشرقي عن جرينوش على مكَّة فمكَّة واقعة في جانب الجنوب الغربي من البلد فتعدّ مبتدءا من نقطتي الجنوب والشمال أي من طرفي تقاطع خط نصف النهار مع الدائرة الهندية ، إلى المغرب بقدر تفاوت ما بين الطولين أي طول البلد وطول مكَّة ، ومن نقطتي المشرق والمغرب أي من طرفي تقاطع خط الاعتدال مع الدائرة الهندية إلى الجنوب بقدر تفاوت ما بين العرضين . ثم تخرج من منتهى الأجزاء الطولية خطا موازيا لخط نصف النهار المرسوم في الدائرة فنسمّيه بالخط الطولي .
وكذلك تخرج من منتهى الأجزاء العرضيّة خطا موازيا لخط الاعتدال المرسوم

470