وأصحابها على اختلاف في عدد مقياسها فمنهم من يجعله سبعة ، ومنهم من يجعله ستة وثلاثين ، ومنهم من يجعله ستة ونصفا وذلك لأن مأخذه بالاستقراء وأصحابه هم القوّام بوقت نصف النهار دون الصناعة ، انتهى .
وأما المقياس الأول فيقسم بستّين جزءا ، وقد يؤخذ درجة واحدة أعني جزءا واحدا وهذا من مخترعات الأستاد أبى ريحان البيروني فإنه قد أخذ المقياس بستين دقيقة أي درجة واحدة وذلك لأجل سهولة الضرب والقسمة اللذين يحتاج إليهما في الأعمال المتعلَّقة بالظل والجيب .
وإنما خصّص تقسيم الظل بالأصابع والأقدام بمقياس الظل الثاني لأن أهل الحساب أعني أصحاب الزيجات يقسمون مقياس الظل الأول بستين جزء في كتب العمل أي الزيجات وقلَّما يستعمل في الظل المعكوس أصابع أو أقدام ، ويقسمون الثاني بالأقدام والأصابع كثيرا وبالستين نادرا وامّا أصحاب صنعة الأسطرلاب فكما يقسمون المقياس الثاني بالأصابع والأقدام كذلك يقسمون المقياس الأول بالأصابع والأقدام بلا تفاوت .
وإذا عرفت أن الظل يقدّر بأجزاء مقياسه فاعلم أنّ جزء الشيء أقل من ذلك الشيء البتّة ، أمّا أجزاؤه في اصطلاح أهل الحساب فقد تكون أقل من ذلك الشيء ، وقد تكون أكثر كما صرّح به المحقق العلامة الخواجة نصير الدين الطوسي في ضمن الشكل الرابع من سابعة أصول أقليدس فعلي هذا الاصطلاح قد تكون أجزاء الظل أقل من أجزاء المقياس وقد تكون مساوية لها وقد تكون أكثر منها أضعافا مضاعفة بلغت ما بلغ .

42