نصف النهار لسرعة حركة طرف الظل فيه وبطؤه هناك وأيضا فمن الواجب ان يستخرج هذا الارتفاع بميل الشمس في نصف النهار ومن الارتفاع ما مضى إلى ذلك الوقت على الرسم في مثله ثم يعاد تصحيح ميل الشمس للوقت واستخراج الارتفاع منه .
الطريق الثاني عشر وهو مذكور في القانون المذكور أيضا ( ج 1 ص 447 ) قال :
ومنها أن يقصد يوم معيّن ويستخرج سعة مشرق الشمس فيه بميلها لوقت الطلوع ، أوسعه مغربها بميلها لوقت الغروب ، ويعمل دائرة واسعة على وجه الأرض المستوي ويقسم باجزاء الدور الثلاثمائة والستين ، فليكن في موضع مكشوف للأفق فيرصد الشمس للطلوع أو الغروب حين يكون نصف جرمها ظاهرا ، ويخط في وسط ظل المقياس خطَّ على طوله حتى ينتهي إلى المحيط ويعلم عليه ويعدّ من العلامة في خلاف جهة ميل الشمس سعة مشرقها أو مغربها ويخرج من المنتهى قطر فيكون خط الاعتدال .
والآفة فيه ان الانكشاف المذكور قلَّما يتفق في أكثر المواضع على ما يجب من غير حائل . انتهى .
أقول : إنما قال يعد من العلامة في خلاف جهة ميل الشمس سعة مشرقها أو مغربها لأن الشمس ان لم يكن لها ميل فهي في إحدى نقطتي الاعتدالين ومدارها مدار المعدل ولم يكن لها سعتا المشرق والمغرب فخطَّ الظل هو خط الاعتدال والآخر العمود عليه في وجه الأرض خط الزوال كما دريت في الطريق الثاني .
وأمّا ان كان لها ميل وكانت السعة أقل من الربع فالشمس ان كانت

316