فإذا بطل ميلة إلى الجانب الغربي فالشمس في منتهى الارتفاع فإذا انحرف الظل عن الخط الذي على اللوح إلى جانب الشرق فقد زالت الشمس وهذا يدرك بالحس تحقيقا في وقت هو قريب من أول الزوال في علم اللَّه انتهى .
أقول وفي هذا الطريق كلام لان القطب الشمالي يعرف بالكوكب المعروف بالجدي مع انه يبعد عن القطب في غاية ارتفاعه وانخفاضه بكثير على ان فيه عدة مواضع مبنية على النظر والتخمين كما لا يخفى .
ثم قال الفيض بعد نقل هذا الطريق ما هذا لفظه : ولتعرف ذلك طرق أخرى بعضها أوضح وأسهل ممّا ذكره وقد أوردنا طرقا منها في كتابنا المعتصم . انتهى ولم يحضرني كتابه المعتصم ولعل اللَّه يحدث بعد ذلك أمرا .
الطريق التاسع هذا الطريق مذكور في قانون البيروني :
( بعد تسوية طائفة من وجه الأرض ) نرصد ارتفاع نصف النهار حتى إذا ما وقف على أعظم ارتفاعات الشمس في ذلك اليوم اخرج من أصل العمود على منتصف عرض ظله خط فشقه إلى طرفه بالطول ومدّ في الجهتين على استقامة خط الزوال .
والآفة في هذا العمل ان تفاضل الارتفاع يبرز حول فلك نصف النهار فتمضى مدة يتغيّر فيها السمت ولا يقع للارتفاع تغيّر محسوس به ( ج 1 ص 445 ) .
أقول هذا الطريق قريب من الأول ومآلهما واحد فتأمل . بيانه أن أعظم ارتفاعات الشمس في كل يوم هو وقت بلوغ مركزها فلك نصف النهار فساعتئذ يشق الظلّ على منتصفه طولا من رأسه إلى مغرز المقياس فذلك الخط هو خط الزوال . الا أن فيه آفة وهي ارتفاع الشمس حول فلك نصف النهار يرى برهة من الزمان ثابتا ولا يقع للارتفاع تغير محسوس مع ان السمت في تلك المدة يتغير .

314