بالسوية ، أو أرسل عليها مترجرج كالزيبق أو وضع على أي موضع منها متدحرج كالبندقة وقف عليها مهتزّا مرتعدا ولم يمل إلى ناحية منها دون أخرى فالمستعمل يجب أن يكون دقيق اليد ، ولا يخفى عليك أن ذلك السطح الحاصل من التسوية على وجه الأرض لا يقاطع الأفق وإن أخرج في جميع الجهات إلى غير النهاية ويجب أن يكون كذلك لأنّه بمنزلة دائرة الأفق وإلَّا لم يتمّ المقصود .
وطريق تسويتها بأن يدار على الأرض مسطرة مستوية السطحين متوازيتهما مع ثبات وسطها بحيث يماسّها في جميع الدورة ولا يبين بينهما ضوء ، ثم يوضع قاعدة الكونيا على المسطرة ، والكونيا اسم جسم مثلث للنجارين والبنائين متساوي الساقين طولا وثقلا يعلَّقون من زاوية رأسه خيط مع شاقول ثم يسوّى ما ارتفع وانخفض من الأرض إلى أن يصير بحيث لو دارت قاعدة الكونيا الموضوعة على المسطرة على جميعها لا يميل خيط الشاقول من عمود المثلث أعني الخط الذي يخرج من رأسه إلى قاعدته عمودا عليها فهذا السطح مواز للأفق لأنّه مواز لسطحي المسطرة الموازيين لسطح قاعدة الكونيا ، وكان خيط الشاقول عمودا على سطع قاعدة الكونيا فبعكس ما ثبت في الرابع عشر من حادية عشر الأصول من أنّ كلّ سطحين كان خط واحد عمودا عليهما فهما متوازيان يكون خيط الشاقول عمودا على هذه السطوح جميعا وهو عمود على سطح الأفق أيضا لما علم بالتجربة أنّ الأثقال مائلة بالطبع إلى مركز العالم على سمت خطَّ عمود على سطح الأفق فبالرابع عشر من حادية عشرة الأصول يكون هذا السطح موازيا لسطح الأفق وهو المطلوب .
وهذه صور الكونيا :

272