الربيع عند وصول الشمس إليها في أكثر المعمورة : والآخر خريفي فتسمى النقطة المقابلة للأولى نقطة الاعتدال الخريفي لاعتدال الملوين وحصول الخريف في أكثر المعمورة عند حلول الشمس فيها .
وغاية البعد بين المنطقتين من الجانب الأقرب أو بين قطبيهما كذلك تسمي الميل الكلَّي ، والميل الأعظم أيضا لأن كل واحد من ميول باقي الأجزاء أصغر منه وبمنزلة جزء منه فهو منسوب إلى الكل نسبة الشيء إلى وصفه . أو أنه لما كان أعظم الميول فكأنه ميل لكلّ المعدّل والباقية ميول لاجزاء له فلهذا نسب إليه فصحّت النسبة ، ويجوز أن تكون النسبة للمبالغة كما في قوله أحمري أي كثير الحمرة . وهذه الغاية لا تزال تأخذ في الانتقاص وقد وجدت في الأرصاد من زمان الأقدمين إلى زماننا هذا متفاوتة على النقصان وسيأتي تفصيل البحث عنها في الدروس الآتية أن الميل الكلى يأخذ في الانتقاص وما يتفرّع عليه إن شاء اللَّه تعالى .
وكل نقطة عن جانبي منطقة البروج سوى قطبيها تفعل بحركتها الثانية دائرة موازية لمنطقة البروج وهي مدارها وتلك الدوائر كلَّها صغار وهي إما متوازية أو متحدة فإن تساوت أبعادها عن منطقة البروج في جهتين فمتوازية متساوية وإلا فمختلفة كالمدارات اليوميّة وتسمى الجميع بالمدارات العرضيّة إذ كل نقطة كانت عليها تكون ذات عرض وهو بعدها عن منطقة البروج وسيأتي بيان ذلك في دائرة العرض . وقد تسمّى بالمدارات الطوليّة لموازاتها الدائرة التي يقدّر بالنسبة إليها طول الكوكب ولكنّ السائر الدائر في ألسنة القوم هو الأول .
وفي القانون المسعوديّ ( ص 58 ج 1 ) ان كثيرا من قدماء الفلاسفة يسمي منطقة البروج فلكا مائلا بإطلاق لأنّهم لم يشتغلوا بذكر دائرة غيرها وغير معدل النهار ، والذي يسمى البعد عنه ميلا . ولكنّ أصحاب الصناعة احتووا هذا الاسم لأنّهم لما زاولوا دوائر أخر لقّبوا أفلاك الكواكب السيّارة لانحرافها عن منطقة البروج بهذا اللقب مضافا إلى كوكبه .

122