الحارثي المعروف بالشيخ البهائي المتوفى 1031 ه من أشهر علماء جبل عامل . غادر والده جبل عامل إلى إيران لعوامل سياسية حكمت المنطقة آنذاك ، ويظهر أنه لم يتمكن من التاقلم فهاجر منها باحثا عن مأوى يستقر فيه فكان مقره الأخير جزيرة البحرين حتى توفي سنة 985 ه . ورثاه ولد المؤلف بقصيدة منها : < شعر > يا جيرة هجروا واستوطنوا هجرا واها لقلب المعنى فيكم واها أقمت يا بحر في البحرين فاجتمعت ثلاثة كن أمثالا وأشباها < / شعر > وقد تقلد كل من الأب والابن شيخوخة الإسلام ، ويظهر أنها كانت عن كره ، فقررا التخلص منها بالهجرة والانقطاع إلى التصنيف والتأليف ( راجع نور الحقيقة ص 6 ط . 1402 ه ) . أشار المؤلف في هذه الرسالة إلى الأدلة التفصيلية للحكم بالحرمة من الكتاب والسّنة وتناول فيها المذاهب الأخرى بالنقد والتحليل كما يقتضيه الغرض من التأليف ، وإن كان ينبغي الاستدراك عليها بسائر روايات أهل البيت ( ع ) التي عددها صاحب الجواهر إلى اثني عشر طائفة مما تعرضت إلى تحديد مفهوم أهل الكتاب موضوعا أو حرمة ذبائحهم حكما . ولقد أبدى فضيلة العلامة السيد زهير الأعرجي رغبة صادقة في التحصيل بتحقيق هذه الرسالة وتقديم ترجمة المؤلف وتخريج المصادر بما تقتضيه الأمانة العلمية ، فكان جهدا مشكورا لإحياء هذا الأثر الجليل كما تتطلبه أصول التحقيق وأسأل اللَّه سبحانه زيادة التوفيق لهذا السيد الشفيق . محمد حسين الحسيني الجلالي