نام کتاب : ثلاث رسائل ، ولاية الفقيه نویسنده : السيد مصطفى الخميني جلد : 1 صفحه : 9
فقيه جامع لعلوم القرآن ، ولا يدرك حقيقة الاسلام ، وكم من رجل لا يعلم اجتهادا مسألة من المسائل الشرعية ، ولكن الله فتح قلبه لادراك لزوم مثل تلك الحكومة في الأديان ، وإلا فيصبح الديانة مغفولة ، وتصير من الأمور التشريفاتية ، كما نجد ذلك في بلاط روحانيي المسيح وفي كليسا وغيره ، وما هذا إلا لايجاد الخلل والفصل بين الدين والدنيا ، ولكن كما أن لفظتي الدين والدنيا متقاربتان جدا ، كذلك هما في هذه النشأة ، قريبان متشابكان متداخلان لا ينفك أحدهما عن الآخر . وهذا لا ينافي ضدية الاسلام مع مظاهر الدنيا ، لما رأينا أن رئيس هذه الحكومة ، وهو الرسول الأعظم والأمير المعظم ، كانا يرأسان ويتصديان لأمر السياسة في البلاد والحكومة على العباد ، ولكنهما معرضان عن الدنيا أشد الاعراض ، وكانا في غاية الانزجار ونهاية التنفر عن شؤونها والاقبال إليها ، فإذا كان رئيس الحكومة على مثالهما ، يتمكن من أن يتقدم في أمر المملكة وبسطها بمدة قصيرة وعدة يسيرة ، وإنما كانوا في صدر الاسلام بسطوا الديانة في كافة أقطار العالم ، حتى وصلت صولتهم إلى مضيق جبل طارق ، فأصبح الاسلام في القارات الثلاث المعروفة في ذلك العصر : القارة الأوروبية والإفريقية وآسيا ، فهل حدث هذا إلا لما كان رئيس الاسلام والحكومة يعيش على الاقتار والتقتير ، ولا يعيش كعيش المسرفين والمترفين والمبذرين وكأهل الدنيا والشهوات ، ولا يمضي عليه ساعة إلا وهو فيها يهتم بأمور المسلمين والإسلام ، فإذا
9
نام کتاب : ثلاث رسائل ، ولاية الفقيه نویسنده : السيد مصطفى الخميني جلد : 1 صفحه : 9