responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ الفقه الجعفري نویسنده : هاشم معروف الحسني    جلد : 1  صفحه : 98


المهاجرين بعد ان لمسوا منهم أنهم يعملون لإقصاء علي عن الخلافة .
ونتيجة لذلك كان الحزب الثالث الذي شكله الأنصار ، فكانت الحجة للمهاجرين على الأنصار ، ما جاء على لسان عمر بن الخطاب :
من ذا ينازعنا سلطان محمد ( ص ) وإمارته ، ونحن أولياؤه وعشيرته ، إلا مدل بباطل أو متجانف لإثم أو متورط في هلكة ، فكان لهذه الكلمات أثر بالغ في نفوس البعض من المسلمين . وبها استعان المهاجرون على انتزاع الخلافة من أيدي الأنصار ، ونادى بها من الأنصار بشير بن سعد ، بدافع الحسد لابن عمه سعد ، مرشح الأنصار الأول . ولكي يضعف جانبه انشق عن قومه ونادى : ألا أن محمدا أيها الناس - من قريش ، وان قومه أحق به وأولى ، وأيم الله لا يراني الله أنازعهم هذا الأمر أبدا .
ولما أنكر عليه الحباب قوله متهما إياه بالحسد قال : لا والله ولكني كرهت أن أنازع قوما حقا جعله الله فيهم ، فكان لهذا الانقسام بين زعماء الأنصار أثره البالغ ، في أضعاف جبهتهم وقوة الجبهة الثانية ، التي تنادي بأحقية المهاجرين ، لأن قوم محمد أولى بميراثه . كما كانت هذه الحجة هي السلاح للمتحمسين من المهاجرين ، لمصلحة علي ( ع ) . وقالوا ان الخلافة لو كانت بالقرابة كما يدعون ، لم يكن لهم فيها من نصيب ، لأن بني هاشم وعلى رأسهم علي ( ع ) أقرب الناس من الرسول وأولاهم بميراثه .
ولكن المهاجرين لم يجدوا سلاحا يقاومون به الأنصار ، الذين جاهدوا في سبيل هذه الدعوة المباركة ، إلا هذا النوع من التهويش الذي أثر على بعض السذج والبسطاء من ضعاف النفوس .
أما العارفون وأصحاب البصائر النافذة النيرة من المهاجرين والأنصار ، حتى الذين تسلحوا بهذا المنطق أنفسهم ، يعلمون انه لا يمت للواقع بأية صلة ، لأن الإسلام ألغى جميع الامتيازات وجعل الميزان الوحيد هو العمل الطيب وخدمة

98

نام کتاب : تاريخ الفقه الجعفري نویسنده : هاشم معروف الحسني    جلد : 1  صفحه : 98
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست