نام کتاب : تاريخ الفقه الجعفري نویسنده : هاشم معروف الحسني جلد : 1 صفحه : 19
هو المدبر والمبدئ والمعيد ، وكل آية من هذه الآيات على اختلاف أساليبها ، تكفي لإقناع الإنسان إذا استعمل عقله وتفكيره بوجود اللَّه ووحدانيته ونعمة التي لا يحصيها العادون ، فمرة يوجهنا القرآن إلى ما في الأرض من حيث تكوينها والنعم الجسام التي أعدها للإنسان في ظاهر الأرض وباطنها ، وأخرى يصعد بالإنسان إلى الفضاء ، ليريه عظمة الخالق الذي زرع في هذا الفضاء الذي لا يدرك الإنسان نهايته من الكواكب والنجوم على اختلاف آثارها ومنافعها . وثالثة إلى النظر في خلقه وتكوينه ونشأته ومراحل حياته ومماته ، إلى كثير من أمثال هذه الأساليب التي وردت في الكتاب الكريم ، ليبقي الإنسان على ما فطر عليه من الايمان باللَّه ووحدانيته كي لا يقول قائل إنا كنا عن الاعتراف بوجود اللَّه ووحدانيته غافلين ، أو يعتذر المعتذر عن الإشراك أو الكفر باللَّه وبما أنزل : « إِنَّما أَشْرَكَ آباؤُنا مِنْ قَبْلُ وكُنَّا ذُرِّيَّةً مِنْ بَعْدِهِمْ » فلا ينبغي ان نهلك ونعاقب بما فعل المبطلون . « إِنَّا وَجَدْنا آباءَنا عَلى أُمَّةٍ وإِنَّا عَلى آثارِهِمْ مُقْتَدُونَ » . آيات التوحيد قال سبحانه مشيرا إلى الأرض والسماء وما فيهما من آيات بينات على وجوده . « أَو لَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّماواتِ والأَرْضَ كانَتا رَتْقاً فَفَتَقْناهُما وجَعَلْنا مِنَ الْماءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ » وقال سبحانه : « وجَعَلْنا فِي الأَرْضِ رَواسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِهِمْ ، وجَعَلْنا فِيها فِجاجاً سُبُلاً لَعَلَّهُمْ : « يَهْتَدُونَ » [1] وفي آية أخرى : « أَلَمْ نَجْعَلِ الأَرْضَ كِفاتاً أَحْياءً وأَمْواتاً ، وجَعَلْنا فِيها رَواسِيَ شامِخاتٍ وأَسْقَيْناكُمْ ماءً فُراتاً وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ » قال في آية أخرى : « أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ ، وإِلَى السَّماءِ