إسم الكتاب : بلغة الطالب ، الأول ( عدد الصفحات : 214)
معاني البيع ثم " البيع " يستعمل في فعل البائع وفعل المشتري معا وفي كتب اللغة أنه موضوع لكل منهما ، فهو من الأضداد . نعم الأكثر استعماله في الأول . وأما الفقهاء : فتارة يريدون من البيع عمل البائع - أي بأذل السلعة - وأخرى المعاملة الخاصة المتحققة من فعل المتعاملين في قبال المعاملات الأخرى كالصلح والإجارة . . وهذا هو مرادهم من عنوانهم " كتاب البيع " في الكتب الفقهية ، وهو أيضا المراد في قوله تعالى " أحل الله البيع . . " . وثالثة يقصدون من البيع السبب وهو " العقد " المركب من الايجاب والقبول . وكأن مراد صاحب المصباح هو المعنى الثاني من هذه المعاني وإنما عبر ب " المبادلة " لأنها عنوان منتزع من جعل كل من المتبايعين العلقة الحاصلة له بالنسبة إلى ملكه للآخر ، فتعريفه ناظر إلى هذا الأمر الانتزاعي الحاصل من تحقق منشأ الانتزاع - كما أشرنا إليه سابقا . هذا ، والظاهر أن البائع يقصد - أولا وبالذات - نقل عينه إلى المشتري وانتقال عين المشتري إلى نفسه ، وأن المشتري يقبل ذلك وأما السلطنة والملكية لكل منهما بالنسبة إلى ما للآخر فتحصل بالتبع ، فليسا مقصودين بالأصالة ، وهذا هو المرتكز العرفي وعليه سيرتهم . وعلى هذا فمن عرف البيع ب " تمليك مال بمال " فقد نظر إلى