نام کتاب : بدائع الكلام في تفسير آيات الأحكام نویسنده : محمد باقر الملكي جلد : 1 صفحه : 76
السنة الإلهية والى هذه الحقيقة القرآنية ففي الكافي ص 154 مسندا عن مولانا الرضا صلوات الله عليه قال الى ان قال « الإمامة » خص الله بها إبراهيم بعد النبوة والخلة مرتبة ثالثة شرفه بها وأشاد بها ذكره فقال * ( إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً ) * فقال الخليل سرورا بها ومن ذريتي قال الله * ( لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) * فأبطلت هذه الآية إمامة كل ظالم الى يوم القيامة فصارت في الصفوة ثم أكرمه الله تعالى بأن جعلها في ذريته أهل الصفوة والطهارة فقال * ( وَهَبْنا لَه إِسْحاقَ ويَعْقُوبَ نافِلَةً وكُلاًّ جَعَلْنا صالِحِينَ وجَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا وأَوْحَيْنا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْراتِ وإِقامَ الصَّلاةِ وإِيتاءَ الزَّكاةِ وكانُوا لَنا عابِدِينَ ) * « فلم يزل في ذريته يرثها بعض عن بعض قرنا فقرنا ورثها الله تعالى النبي فقال جل وتعالى * ( إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْراهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوه وهذَا النَّبِيُّ ) * . * ( والله وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ ) * فكانت خاصة فقلدها رسول اللَّه صلى الله عليه وآله عليا ( ع ) بأمر الله على رسم ما فرض الله فصارت في ذريته الأصفياء الذين آتاهم الله العلم والايمان ، الحديث . أقول صرح عليه السلام ان إبراهيم عليه السلام شرفه الله تعالى بالإمامة بعد الخلة والنبوة مرتبة ثالثة وأشاد بها ذكره وقوله ( ع ) وورثها الله تعالى النبي وقلدها رسول اللَّه ( ص ) عليا سيأتي الكلام فيه إنشاء من الفرق بين امامة رسول الله صلى الله عليه وآله وامامة أوصيائه الأصفياء . في الكافي ج 1 ص 135 مسندا عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال سمعته يقول ان الله اتخذ إبراهيم عبدا قبل أن يتخذه نبيا واتخذه نبيا قبل ان يتخذه رسولا واتخذه رسولا قبل ان يتخذه خليلا واتخذه خليلا قبل ان يتخذه اماما فلما جمع له الأشياء قبض يده قال الله يا إبراهيم * ( إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً ) * فمن عظمها في عين إبراهيم قال * ( ومِنْ ذُرِّيَّتِي قالَ لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) * . وفيه أيضا ج 1 ص 123 عن هشام بن سالم ودرست ابن أبي منصور قال قال أبو عبد الله ( ع ) الأنبياء والمرسلون على أربع طبقات الى أن قال الذي يرى في النوم ويسمع الصوت ويعاين الملك مثل أولي العزم وقد كان إبراهيم نبيا ليس بإمام حتى قال الله * ( إِنِّي جاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِماماً قالَ ومِنْ ذُرِّيَّتِي قالَ لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ) * من عبد صنما أو وثنا لا يكون إماما . أقول مورد التقسيم في الرواية الشريفة الأنبياء والمرسلون والظاهرة بقرينة عطف المرسلين على الأنبياء ان المراد هم المرسلون لا الأنبياء المرسلون ويشهد على
76
نام کتاب : بدائع الكلام في تفسير آيات الأحكام نویسنده : محمد باقر الملكي جلد : 1 صفحه : 76